اشتباكات في دير الزور تثير قلقاً من تجدد النزوح

شهدت بلدة الجزرات في ريف دير الزور الغربي، شرقي سوريا، تصعيدًا عسكريًا يُعتبر “خطيرًا”، وذلك في مساء يوم الاثنين 9 من حزيران. حيث اندلعت اشتباكات عنيفة باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعناصر تابعين للحكومة السورية.

أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر “قسد”، بالإضافة إلى وقوع أضرار مادية جسيمة طالت البنية التحتية المدنية. هذه الأحداث أثارت مخاوف كبيرة من موجات نزوح جديدة في منطقة لا تزال تعاني من صراع مستمر منذ سنوات.

أضرار في صفوف “قسد”

لم تقتصر الأضرار على الخسائر البشرية، بل امتدت لتشمل البنية التحتية الحيوية. فقد تضررت محطة مياه بلدة جزرة البوحميد، التي تسيطر عليها “قسد”، نتيجة القذائف الصاروخية التي سقطت بالقرب منها.

علي الملا، أحد سكان البلدة، وصف المشهد بـ”المروع”، مشيرًا إلى أن القذائف سقطت فوق منازل المدنيين، مما أثار فزع السكان ودفعهم للتفكير في الفرار بحثًا عن الأمان.

وعلى الرغم من أن القذائف لم تصب محطة المياه مباشرة، فإن المخاوف بشأن احتمال توقفها أو تعرضها لأضرار تتزايد مع استمرار القصف.

وقد جرت الاشتباكات بشكل رئيسي على ضفتي نهر الفرات، حيث طال القصف مناطق واسعة على جانبيه، مما زاد من دائرة الخطر على المدنيين.

من جانبه، أكد خالد العبود، المسؤول في خدمات ريف دير الزور التابع لـ”قسد”، أن توقف عمل المحطة يعني حرمان آلاف السكان من مصدر حيوي للمياه. وهذا الأمر سيزيد من الأعباء الإنسانية في منطقة تعاني أصلًا من ضعف الخدمات والبنية التحتية.

استنفار أمني

بعد الاشتباكات، لاحظ الأهالي استنفارًا أمنيًا كبيرًا في الريف الغربي لدير الزور. إذ توجه قسم من الأمن العام التابع للحكومة السورية إلى عدة نقاط على طول النهر، بما في ذلك الشميطية والتبني والبويطية.

من جانبها، قالت مروى البشير إنها عندما سمعت أصوات القذائف قريبة من منزلها، قررت مغادرة المنزل للنجاة بنفسها. وقد أصبح النزوح خيارًا اضطراريًا للكثير من العائلات.

تشهد محافظة دير الزور موجات متكررة للنزوح على مدى السنوات الماضية بسبب الهجمات واشتباكات الفصائل المختلفة. لقد عانت المنطقة اضطرابات دفعت سكانها لترك ممتلكاتهم والبحث عن مأوى آمن.

وتشهد منطقة ريف دير الزور حالة من التوتر منذ شهر أيار الماضي حيث تسعى “قسد” إلى ترسيخ وجودها كقوة محلية رئيسية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

تسيطر الحكومة السورية على مركز مدينة دير الزور وعلى القسم الشرقي لنهر الفرات، بينما تحتفظ “قسد” بالجزء المتبقي. ورغم وجود اتفاق موقع في 10 من آذار الماضي بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية وقائد “قسد” مظلوم عبدي، إلا أن الاشتباكات المحدودة بين الطرفين مستمرة بين الحين والآخر.