أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن تعزيز التعاون الدولي يعد ركيزة أساسية لدعم مجموعة من المبادئ، وفي مقدمتها مبدأ التواصل، الذي يهدف إلى توطيد العلاقات بين المؤسسات التعليمية الوطنية ونظيراتها الدولية. كما يسهم هذا التعاون في دعم مبدأ المرجعية الدولية عبر تبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية مع مختلف دول العالم، مما يعزز مستوى الخدمة التعليمية في الجامعات وفقًا للمعايير العالمية.
وأوضح الوزير أن الجامعات المصرية بذلت خلال العام الجاري جهودًا كبيرة لتعزيز تعاونها الدولي، وفتح آفاق جديدة للتواصل مع دول تمتلك خبرات متميزة في مجال التعليم العالي، وخاصة في مجال التعليم التكنولوجي. كما تم مد جسور التعاون مع الدول العربية والإفريقية، مما يعزز الدور الإقليمي والدولي لمصر.
مقال له علاقة: كليات تقبل من 50%.. أسماء الكليات الباقية للمرحلة الثالثة 2024/2025 في جميع المحافظات
شهدت الوزارة خلال العام المالي (2024 _ 2025) تكثيفًا واسعًا للتعاون الدولي عبر شراكات استراتيجية مع العديد من الدول والمؤسسات والمنظمات العالمية، مما يعكس الثقة الدولية في مكانة مصر الأكاديمية والبحثية.
وفي إطار التعاون المصري الفرنسي، أُقيم ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية بجامعة القاهرة بحضور وزيري التعليم العالي من البلدين، على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر. وقد شهد الملتقى توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية ونظيرتها الفرنسية لتقديم 70 برنامجًا أكاديميًا، مع التركيز على قضايا الابتكار والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ دعمًا للتنمية المستدامة، خاصة في إفريقيا والدول الفرنكوفونية.
وفيما يتعلق بالتعاون المصري الأوروبي، استقبل الوزير السفيرة أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة. وتم بحث تعزيز التعاون في البرامج الدراسية البينية والتبادل الطلابي والمنح الدراسية، خاصة في برامج التعاون المشتركة. وقد تم إطلاق برنامج عمل “هورايزون أوروبا 2025” بهدف دعم البحث في مجالي المياه والغذاء المستدام وتطوير القدرات البحثية وريادة الأعمال. كما شهد الجانبان توقيع اتفاقية “بريما”، بميزانية إجمالية تصل إلى 494 مليون يورو استفادت منها مصر بـ17 مليون يورو لـ90 مشروعًا.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة إيست لندن البريطانية وجامعة إيست كابيتال “تحت التأسيس”، بهدف إنشاء مجمع تعليمي متكامل يوفر برامج تلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية ويعزز جسور البحث العلمي بين مصر وبريطانيا.
كما التقى الوزير بالسفير الألماني يورجن شولتس لدعم التعاون بين مصر وألمانيا في التعليم التكنولوجي وتبادل الخبرات والبرامج التدريبية. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث سبل التعاون في مجالات علاج الأورام والخدمات الطبية الجامعية.
في إطار العلاقات مع دول شرق المتوسط، بحث الوزير مع سفيرة قبرص بالقاهرة سبل تعزيز التعاون الأكاديمي في مجالات الطاقة الجديدة والزراعة والمياه والتغير المناخي، بالإضافة إلى التبادل الطلابي والمشروعات البحثية المشتركة.
والتقى الوزير أيضاً بالسيد أكسل وابنهورست سفير أستراليا بالقاهرة لاستعراض حجم التوسع الكبير في منظومة التعليم العالي المصرية. وقد ناقش فرص عقد لقاءات مشتركة بين رؤساء الجامعات المصرية والأسترالية لفتح آفاق جديدة لشراكات أكاديمية ومشاريع بحثية بين الجانبين، خاصة في مجالات العلوم الأساسية والرياضة والفيزياء.
التقى الوزير بالدكتورة آبي توشيكو وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية لبحث تعزيز التعاون المتبادل بين البلدين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي عبر عدة مشروعات وبناء قدرات الكوادر البشرية المصرية. وأكدت الوزيرة اليابانية أهمية شراكة بلادها مع مصر كبوابة للقارة الإفريقية لنقل الخبرة اليابانية إلى جميع الدول الأفريقية.
وأكد الوزير خلال مشاركته بحفل ختام عام الشراكة المصرية الصينية أن قوة الشراكة بين مصر والصين قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وامتدت هذه الشراكة عبر مشروعات اقتصادية متعددة تشمل الطاقة والصناعة. وأشار إلى تطلع مصر لاستكشاف آفاق جديدة بين البلدين في مجالات التكنولوجيا الخضراء والابتكار والاقتصاد الرقمي وتعزيز التعاون في مجال التنمية البشرية.
كما ترأس الوزير اجتماعًا بين مسئولي جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك الأمريكية تناول فيه التعاون القائم بين الجانبين في برامج الهندسة والعلوم التقنية. وأكد اهتمام الوزارة بمتابعة التطورات الحديثة في التكنولوجيا وتوفير فرص للطلاب المصريين للحصول على خبرات عالمية تعود بالنفع على قطاع حيوي مثل هذا والتركيز على البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم رؤية مصر للتنمية المستدامة.
وفي سياق دعم العلاقات الإفريقية، استقبل السيد مباي محمد وزير خارجية جزر القمر مؤكدًا حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك وبحث آليات المنح الدراسية وسبل تنفيذ مشروعات بحثية تتناول الموضوعات العلمية ذات الاهتمام المشترك.
وعلى الصعيد العربي، شارك الوزير في قمة “كيو إس للتعليم العالي: الشرق الأوسط 2025” والمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية بدولة الكويت حيث أكد ريادة مصر إقليميًا في التعليم العالي واستعرض خلال كلمته تطورات بنك المعرفة المصري كنموذج للتميز المعرفي. كما أشار إلى إدراج 19 جامعة مصرية ضمن تصنيفات كيو إس لعام 2025 خلال الكلمة الختامية التي ألقاها. والتقى أيضًا بنظيره الكويتي الدكتور نادر الجلال لبحث سبل تعميق التعاون الاستراتيجي الثنائي.
واستمرارًا لدعم التكامل العربي استقبل الوزير الأمير عبدالعزيز بن طلال رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة لبحث آفاق التعاون الأكاديمي المشترك وتوقيع اتفاقيات تعاون بين الجامعة والجامعات المصرية لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للمعرفة والثقافة والتعليم والتدريب.
وشهد هذا العام أيضًا تعاوناً مع الروتاري الدولي حيث استقبل الوزير السيدة ستيفاني أورشيك رئيسة الروتاري الدولي وتم بحث تنفيذ مشروعات تنموية وصحية بالمناطق الأكثر احتياجًا وتقديم منح دراسية ومبادرات بيئية ومجتمعية بالتنسيق مع المستشفيات الجامعية وذلك ضمن إطار المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية”.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل