“المكافحة” تحرق كميات ضخمة من المخدرات في حلب

في محافظة حلب بشمال سوريا، تمكن فرع مكافحة المخدرات من ضبط شحنة كبيرة من المخدرات اليوم، الثلاثاء 10 يونيو. الشحنة تضمنت حوالي 800 كيلوجرام من مادة “الحشيش” و200 ألف حبة مخدرة، وكانت بحوزة شخصين يحملان الجنسية اللبنانية أثناء محاولتهما تهريبها عبر الأراضي السورية.

تم إيقاف الشخصين المشتبه بانتمائهما لشبكة تهريب وترويج واسعة، في عملية وصفها فرع الإدارة بأنها تأتي في إطار “الجهود الأمنية المستمرة لمحاربة المخدرات”.

وأكد المسؤولون أن العمل مستمر لملاحقة الشبكات المتورطة، مع اتخاذ إجراءات قانونية “رادعة” بحق كل من يثبت تورطه.

وأشار عيد إلى أن هذه العملية الأمنية تأتي ضمن الجهود الرامية لبناء مجتمع متماسك وخالٍ من الآفات الخطيرة. وقد تم نقل المواد المضبوطة وإتلافها وفق الأصول القانونية.

من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أنور عبد الحي، أن الكميات التي تم ضبطها ستُحول إلى الجهات المختصة لإتلافها. كما سيتم إحالة الشخصين الموقوفين إلى القضاء المختص. وأكد على استمرار التنسيق مع الأجهزة المعنية لكشف الشبكات التي تقف وراء عمليات التهريب.

وأضاف عبد الحي أن سوريا “لن تكون طريقًا يهدد أمن واستقرار دول الجوار”، وأن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تواصل جهودها “بعزم” لملاحقة المهربين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

الثالثة خلال شهر

تأتي هذه العملية بعد أقل من شهر على ضبط أكثر من تسعة ملايين حبة كبتاجون مخدرة في تعاون بين وزارتي الداخلية في سوريا وتركيا، وذلك في 15 مايو الماضي.

وكشفت السلطات حينذاك عن تهريب نحو خمسة ملايين حبة إلى داخل الأراضي التركية، بينما كانت الكمية المتبقية معدة للتهريب.

وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات، العميد عيد، إن العملية كانت نتيجة جهود استمرت لأكثر من شهر تتبعت خلالها خلية كبيرة متورطة في تهريب المخدرات بين البلدين. انتهى الأمر بإلقاء القبض على عدد من أفراد الخلية وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة بحوزتهم.

وأشار إلى أنه تم إحالة الموقوفين إلى التحقيق بناءً على قرار النيابة العامة المختصة.

وفي نهاية مايو الماضي، قامت إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع مديرية الأمن الداخلي بالقبض على متورطين كان بحوزتهم كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر في منطقة السفيرة بريف حلب.

المواد المضبوطة كانت معدّة للتهريب إلى إحدى الدول الأوروبية، وفقًا لبيان نشرته وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية.

وأفادت وزارة الداخلية أنها تمكنت من ضبط حوالي 800 كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر مخبأة داخل براميل مخصصة لنقل المواد الغذائية، تمهيدًا لتهريبها إلى إحدى الدول الأوروبية.

مساعٍ لضبط الملف

أكد وزير الداخلية أنس خطاب أن سوريا “تمكنت من القضاء على صناعة المخدرات”، مشيرًا إلى أن التحدي الأمني الحالي يتمثل في تهريب المواد المخدرة خارج البلاد.

وأوضح خطاب أن معظم معامل الكبتاجون النشطة سابقًا كانت تقع في ريف دمشق وعلى الحدود مع لبنان والمناطق الساحلية، وكانت تحت سيطرة “الفرقة الرابعة” بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق بشار الأسد.

قال الوزير إن الأجهزة الأمنية صادرت جميع المعامل والمعدات المرتبطة بصناعة المخدرات. وأضاف أن سوريا “خالية حاليًا من أي معمل نشط”، وأن الجهود تُركّز الآن على كشف الشحنات المخبأة بالتنسيق مع دول الجوار.

كما أعلنت الحكومة السورية السابقة عن ضبط ملايين الحبوب من الكبتاجون ضمن حملات تهدف لإنهاء دور سوريا كمصدر رئيسي لهذا النوع من المخدرات.

وقد ارتبط ملف المخدرات خلال السنوات الماضية بماهر الأسد الذي يُتهم بصناعة وتصدير مادة “الكبتاجون” بالتعاون مع جهات مرتبطة بـ”حزب الله” اللبناني.