اكتشاف أثري بولندي مذهل في صحراء بيوضة السودانية

تمكنت بعثة أثرية بولندية من تحقيق اكتشاف تاريخي كبير في صحراء بيوضة، الواقعة في شمال غرب السودان. حيث أعلنت عن العثور على أكثر من 1200 موقع أثري جديد، مما يسلط الضوء على الغنى الحضاري والجيولوجي المدفون تحت رمال هذه المنطقة الشاسعة.

تضمنت البعثة باحثين من جامعتي فروتسواف ووارسو، بالإضافة إلى فريق من متحف غدانسك. ورغم عدم تحديد تاريخ دقيق لاكتمال الاكتشافات، فإن أبرز ما تم الكشف عنه هو وجود بحيرة ملحية قديمة بالقرب من جبل “المويلحة”. كانت هذه البحيرة في السابق مصدراً لمعدن النطرون، الذي يُعتبر مادة نادرة استخدمت في عمليات التحنيط بصيغته الطبيعية، فضلاً عن استخدامه في صناعة الزجاج والسيراميك.

تأتي هذه الاكتشافات بعد سنوات من الأبحاث التي أجرتها بعثة ألمانية أخرى في نفس الصحراء، والتي أشارت مسبقاً إلى أن منطقة بيوضة، التي تمتد على مساحة تقارب 140 ألف كيلومتر مربع، تحتوي على ثروات أثرية تفوق بكثير المعلومات المتاحة حالياً.

وفقًا للفريق البولندي، فقد تم تحديد 448 موقعًا جديدًا بالكامل، إلى جانب إعادة فحص وتقييم 126 موقعًا أثريًا سبق توثيقها. كما أُجريت عمليات تنقيب فعلية في 88 موقعًا، تضمنت 36 مقبرة أثرية و55 مستوطنة بشرية.

تنوعت المكتشفات بين أدوات حجرية تعود للعصر “الأولدواني”، الذي يعد أقدم ثقافات صناعة الأدوات المعروفة، والذي يعود تاريخه إلى ما بين 2.6 و1.7 مليون سنة، وصولاً إلى مستوطنات ومقابر من العصور الوسطى.

كما شملت بعض المواقع الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من الصحراء أدوات تعود للعصر “الأشولي”، بما في ذلك فؤوس حجرية ثنائية الوجه تُعتبر من أبرز معالم تلك الحقبة.