أعلن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، رفائيل غروسي، عن توقيع اتفاقية جديدة بين سوريا والوكالة الدولية، تتناول مجالات الزراعة والتغذية والطب، وذلك خلال زيارته لدمشق الأسبوع الماضي.
وفي تصريح له يوم الاثنين 9 يونيو، أكد غروسي أنه وقع بروتوكولًا مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني. هذه الاتفاقية تهدف إلى تمكين سوريا من الاستفادة من مبادرات الوكالة مثل مبادرة “الذرات من أجل الغذاء” ومبادرة “أشعة الأمل”.
شوف كمان: معاشات الجزائر 2025: زيادات شاملة تفرح المواطنين بشكل غير مسبوق
وأشار غروسي إلى أن مبادرة “الذرات من أجل الغذاء” ستساعد في تعزيز الزراعة والتغذية في سوريا، بينما ستتيح مبادرة “أشعة الأمل” الوصول إلى تشخيص وعلاج السرطان.
ومع ذلك، لم يحدد غروسي أي جدول زمني لتنفيذ هاتين الاتفاقيتين أو الخطوات اللازمة لذلك.
كما أعرب المدير العام للوكالة الذرية عن تطلعه للتعاون مع الحكومة السورية لتقديم مساعدة تعزز حياة الشعب السوري، بما في ذلك استكشاف إمكانية استخدام الطاقة النووية في البلاد.
ولفت غروسي إلى أن الحكومة السورية أبدت التزامًا بالتعاون بشفافية كاملة لتجاوز ماضيها المتعلق بالالتزامات الخاصة بعدم انتشار الأسلحة النووية. هذا التعاون سيمكن الوكالة من الحصول على وصول فوري وغير مقيد إلى المواقع المرتبطة بالنشاطات النووية السابقة في سوريا.
وأكد غروسي أن الحكومة السورية ملتزمة بالانفتاح على العالم وتعزيز التعاون الدولي، لكنه أشار إلى الحاجة لمزيد من العمل في هذا السياق.
مقال مقترح: ظهرت الآن.. رابط نتائج الإعدادية الأزهرية 2025 في مصر
خلال وجوده في دمشق في 4 يونيو الحالي، أفاد غروسي بأن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أبدى اهتمامًا بتطوير الطاقة النووية في المستقبل.
وأضاف غروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لتوفير المعدات الخاصة بالطب النووي ودعم إعادة بناء البنية التحتية للعلاج الإشعاعي وعلاج الأورام في نظام صحي تأثر بشكل كبير نتيجة الحرب المستمرة منذ حوالي 14 عامًا.
مبادرة الذرات من أجل الغذاء
تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الأمن الغذائي ومواجهة مشكلة الجوع. تسعى المبادرة لتزويد الدول بحلول مبتكرة تناسب احتياجاتها وظروفها الخاصة. وذلك عبر استخدام التقنيات النووية وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة لزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية وتقليل هدر الأغذية وضمان سلامة الأغذية وتحسين التغذية والتكيف مع تحديات تغير المناخ.
طبقًا لما ذكرته الوكالة، تعتمد هذه المبادرة على خبرات “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” و”منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة”، اللتين عملتا معًا لأكثر من 60 عامًا لدعم الدول في الاستفادة من الحلول التكنولوجية النووية والنظيرية بطريقة آمنة وفعّالة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.
مبادرة أشعة الأمل
تركز مبادرة “أشعة الأمل” على مشاريع مستدامة تهدف إلى إرساء التشريعات والبنى الأساسية اللازمة لضمان الأمان الإشعاعي. كما توفر أنشطة مراقبة الجودة والإرشادات والتدريب والمعدات الضرورية لتحقيق أهدافها.
تولي هذه المبادرة أهمية خاصة للدول التي تفتقر إلى قدرات العلاج الإشعاعي للسرطان أو لا تتاح لها فرص متساوية للوصول إليه.
بالإضافة لذلك، تركز مبادرة “أشعة الأمل” على تحديد عدد محدود من التدابير عالية التأثير والتي تكون فعّالة ومستدامة وفقًا للاحتياجات الوطنية ومستوى الالتزام الوطني.
قلق بشأن اليورانيوم المخصب في سوريا
في حديثه لوكالة الأناضول من دمشق، أعرب رافائيل غروسي عن قلقه بشأن وجود اليورانيوم المخصب داخل مواقع نووية بسوريا، حيث يمكن إعادة استخدامه أو تهريبه أو الاتجار به رغم عدم وجود تلميحات تدل على انبعاثات إشعاعية منها.
وأوضح أنه يخطط لإعادة مفتشي الوكالة إلى مفاعل دير الزور فضلاً عن ثلاثة مواقع أخرى ذات صلة. تشمل هذه المواقع مفاعلًا نيوترونيًا مصغرًا يقع في دمشق ومنشأة معالجة اليورانيوم الأصفر بمدينة حمص, وهي خاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما زار فريق من الوكالة بعض المواقع المهمة خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد عام 2024. وتسعى الوكالة منذ سقوط النظام لاستعادة إمكانية الوصول إلى المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي السوري.
يُعتقد أن سوريا قد أدرجت برنامجًا نوويًا سريًا واسع النطاق تحت إدارة نظام الأسد بما فيها مفاعل نووي غير معلن تم بناؤه بدعم من كوريا الشمالية بمحافظة دير الزور الشرقية.
وقد وصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المفاعل بأنه “غير مصمم لإنتاج الكهرباء”، مما أثار المخاوف حول احتمال سعي دمشق للحصول على سلاح نووي عبر إنتاج البلوتونيوم القابل للاستخدام العسكري.
لم يُكشف عن موقع المفاعل إلا بعد الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل عام 2007 والتي أدت إلى تدمير المنشأة قبل أن يعود النظام السابق لتسوية الموقع بالأرض، وفق ما أفادت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مرتبط
مقال له علاقة: طلاب العراق ينتظرون عطلة الربيع 2025 بفارغ الصبر لمفاجآتها الجديدة