باريس سان جيرمان بطل القارة.. انتصار رياضي ونجاح مالي واقتصادي | رياضة

لم تقتصر إنجازات باريس سان جيرمان الفرنسي بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه على الجانب الرياضي فحسب، بل حقق أيضًا نجاحات مالية واقتصادية ملحوظة.

توج الفريق الباريسي بلقب دوري الأبطال في 31 مايو/أيار الماضي بعد انتصاره الساحق على إنتر ميلان الإيطالي بخماسية تاريخية في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ الألمانية.

ما يزيد من خصوصية هذا الإنجاز هو كونه النسخة الأولى الموسعة من أغلى الكؤوس الأوروبية، حيث تم تنظيمها بنظام جديد بمشاركة 36 فريقًا بدلًا من 32.

هذا الحدث لا يمثل تتويجًا كرويًا لنادي العاصمة الفرنسية فحسب، بل هو ثمرة استثمار استراتيجي لرأس المال القطري وإدارة مالية حكيمة وخطة تسويقية مبتكرة حولت قمصان الفريق إلى رمز رياضي محلي وأيقونة عالمية.

في هذا التقرير نستعرض أهم الأرقام والمؤشرات التي ترصد:

  • تطور مشروع الـ”بي إس جي” الاقتصادي والمالي منذ دخول الرأسمال القطري في يونيو/حزيران 2011 وحتى تتويج الفريق بأول بطولة دوري أبطال أوروبا في تاريخه.
  • أثر هذه الاستثمارات الكبيرة على تشكيل فريق قوي وعالمي.
  • التأثير الاقتصادي على منطقة باريس والمالية العامة.
  • استشراف آفاق هذا المشروع الكروي في المستقبل.

استثمار إستراتيجي لبناء فريق عالمي

استثمرت شركة قطر للاستثمار الرياضي بقيادة ناصر الخليفي بشكل مكثف لإعادة بناء فريق عالمي توج بأول بطولة لدوري الأبطال في تاريخه في 31 مايو/أيار 2025.

وقد تطلب ذلك ضخ أكثر من ملياري دولار بين عامي 2011 و2025.

مرحلة النجوم

لم تكن المهمة سهلة ولا الطريق معبدة؛ فقد تطلب الأمر تخطيطًا بعيد المدى بدأ بجلب أفضل اللاعبين عالميًا مثل خافيير باستوري (2011)، وزلاتان إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا (2012)، وأديسون كافاني وديفيد بيكهام (2013)، وأنخيل دي ماريا (2015)، ونيمار دا سيلفا وكيليان مبابي (2017)، وجانلويجي دوناروما (2021)، وليونيل ميسي وأشرف حكيمي (2021) وقائمة أخرى من النجوم العالميين. وقد أثمر هذا الخيار عن وصول الفريق إلى نهائي دوري الأبطال في عام 2020 وتحقيق سيطرة شبه كاملة على الألقاب المحلية.

مرحلة إنريكي والخطة الذكية

سرعان ما غير الفريق الباريسي مساره بعد وصول المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى “بارك دي برانس” في عام 2023، حيث بدأت رحلة البحث عن الكأس ذات الأذنين، ولكن هذه المرة عبر مزج ذكي بين إتاحة الفرصة لأبناء الأكاديمية الداخلية مثل وارن زائير إميري وسيني مايولو، واستقطاب لاعبين بارزين مثل عثمان دمبيلي (2023) وخفيتشا كفاراتسخيليا (2025)، مع الاعتماد على روح أعمدة الفريق مثل حكيمي وماركينيوس.

وانتهت هذه الرحلة الذكية بتحقيق الـ”بي إس جي” الحلم الأوروبي لينضم إلى صفوف الكبار بفوز مستحق على إنتر ميلان، بينما تبقى عيون الفريق متجهة نحو الفوز بأول بطولة لكأس العالم للأندية الشهر الحالي، مدعومًا بثلاثية محلية مستحقة رفعت رصيد ألقاب النادي الباريسي إلى 36 لقبًا منذ موسم 2012-2013.

هكذا كان المشهد داخل الملعب، فما هي الرؤية الاقتصادية والنتائج المالية؟

رؤية اقتصادية ومكاسب مالية

عندما استحوذت شركة قطر للاستثمارات الرياضية على باريس سان جيرمان في يونيو/حزيران 2011، ضخت أموالاً كبيرة حولت هذا النادي من مجرد اسم محلي إلى علامة تجارية عالمية بقيمة بلغت 1.3 مليار دولار خلال أقل من عقد ونصف وفق بيانات منصة ستاتيستا. بينما قدرت مجلة فوربس القيمة الحالية للنادي الباريسي بـ4.6 مليارات دولار مقارنة بـ100 مليون دولار قبل الاستحواذ القطري.

تشير التقديرات إلى أن الشركة أنفقت أكثر من 2.3 مليار دولار حتى عام 2025، حيث ذهب الجزء الأكبر منها إلى رواتب اللاعبين التي بلغت ذروتها عند 729 مليون يورو (830 مليون دولار) خلال موسم 2021-2022 عندما لعب نيمار وميسي جنبًا إلى جنب.

لكن هذا الإنفاق الكبير أسفر عن إيرادات مستمرة في الارتفاع عامًا بعد عام، حيث انتقلت الإيرادات من101 مليون يورو (115 مليون دولار) في موسم 2011-2012 إلى 806 ملايين يورو (920 مليون دولار) في موسم 2023-2024 بزيادة تقارب 700% – وهو أقوى نمو في أوروبا – ليقفز النادي الباريسي إلى المرتبة الثالثة ضمن لائحة أعلى الأندية الأوروبية دخلًا بعد ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، كما تشير تقارير شركة ديلويت المالية عن كرة القدم وبيانات منصة ستاتيستا وتقارير الفريق الرسمية.

ولا يُستبعد أن يرتقي نادي باريس سان جيرمان درجة أخرى ضمن قائمة الأندية الأعلى دخلًا وفق تقرير ديلويت المقبل لعام 2025 بعد موسم استثنائي حقق فيه ثلاثية محلية ودوري الأبطال مع احتمالات كبيرة للذهاب بعيدًا ببطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الشهر الحالي.

إستراتيجية تسويقية وشراكات عالمية

جاءت هذه القفزة الكبيرة في الإيرادات نتيجة أداء مميز داخل الملعب مما عزز إيرادات أيام المباريات التي سجلت مستوى قياسيًا عند 170 مليون يورو (194 مليون دولار) خلال موسم 2023-2024، بزيادة تصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بعام 2011. وهذا ما جعله الأفضل أوروبيًا رغم أن سعة ملعب بارك دي برانس (48 ألف مشجع) تبقى أصغر من منافسيه الأوروبيين كما يشير تقرير نشره النادي في يناير/كانون الثاني الماضي.

كما ارتفعت إيرادات البث التلفزيوني إلى 245 مليون يورو (280 مليون دولار) الموسم الماضي رغم محدودية حقوق البث المحلية مقارنة بالدوريات الأربعة الكبرى: الإنجليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية.

الأهم من ذلك هو تعظيم الإيرادات التجارية التي قفزت إلى391.2 مليون يورو (446 مليون دولار) بفضل استراتيجية تسويقية ذكية وشراكات واسعة مع الرعاة والمعلنين. حيث نجحت إدارة النادي بتوقيع عقود رعاية مع الخطوط الجوية القطرية وشركة نايكي وهيئة السياحة القطرية وإير جوردان ورعاة آخرين.

Add to that the significant jump in jersey sales, which blended the Eiffel Tower with the Jordan brand, making “PSG” a symbol of fashion, more than just a club in Ligue 1, as expressed by writer Théodore Laurent in a report for Forbes magazine.

The Parisian team is currently the fifth best club in terms of commercial revenue among European clubs.

Simultaneously, the French capital team has strengthened its presence in the digital scene, with its followers increasing from two million in 2012 to nearly185 million in 2024, according to Statista data.< / p >

< p >Currently, PSG is the fourth most popular European club on social media after Real Madrid, Barcelona and Manchester United, giving it a significant opportunity to maximize financial returns in its quest for the necessary balance.< / p >

< p > < / p >

رحلة التوازن المالي

< p >على الرغم من تحقيق الفريق الباريسي قفزات كبيرة سنويًّا إلا أن حجم الإنفاق الكبير غالبًا ما كان يمتص تلك الإيرادات دون أن يمنع الفريق من السعي لتحقيق نقطة التوازن المالي.< / p >

< p >وقد تمكن فريق العاصمة الفرنسية بالفعل من تقليص خسائره المالية لتصل إلى60 مليون يورو(68 مليون دولار) خلال موسم2023 -2024 مقابل حوالي110 ملايين يورو(125مليون دولار)في الموسم السابق.< / p >

< p >يقول النادي إن هذا التقدم يعكس مسارا ثابتاً نحو تحقيق التوازن المالي بما يتماشى مع خطة استثمار استراتيجية مطبقة للتعافي من تداعيات أزمة كوفيد -19.< / p >

“بي إس جي” رافعة اقتصادية

< p >لقد تجاوز تأثير الاستثمارات الرياضية القطرية حدود بناء فريق عالمي ليؤثر أيضًا على الاقتصاد المحلي والمالية العامة ليصبح رافعة اقتصادية مهمة.< / p >

< p >حقق باريس سان جيرمان تأثيرا اقتصاديا بقيمة243مليون يوروفي منطقة إيل دو فرانس فقط الموسم الماضي . < / p >

< p >يوفر النادي أكثرمن ألفي وظيفة مباشرة وغير مباشرة بالإضافة لعلاقته مع800 مزود محلي وفق بيانات مركز القانون والاقتصاد الرياضي الذي نشره موقع “فرانس إنفو” نهاية الشهر الماضي.< / p >

< p >تشير بيانات المركز التابع لجامعة ليموج الفرنسية إلى أن النادي ولاعبيه دفعوا نحو29 مليار يورو(33 مليار دولار ) كضرائب ومساهمات منذ استحواذ قطرعلىالنادي عام2011 . < / p >

آفاق مستقبلية واعدة

< p >إذا استمر الفريق الباريسي بتحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية محليًّا وقاريًّا والتوسع بالشراكات مع المعلنين والرعاة والانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستهداف أسواق خارجية جديدة فإن ذلك يعني المزيدمن الإيرادات مقابل سياسة أكثر حذرًا بشأن الإنفاق خاصة فيما يتعلق بالرواتب ، مما قد يمكن نادي العاصمة الفرنسية من تحويل خسائره المالية السنويةإلى أرباح مجزية قد تظهر ربما الموسم المقبل عندما يبدأ الفريق رحلته للدفاع عن اللقب الأوروبي وتحقيق المزيدمن الانتصارات الكروية والمكاسب المالية . < / p >

يتوقع أن يحصل سان جيرمان على نحو150مليون يورو كعائدات ماليةمن دوري أبطال أوروبا بعد تتويجه التاريخي(رويترز)

< p >ومن بين الأرقام التي تعكس الآفاق الواعدة للفريق الباريسي تلك المتعلقة بالقيمة السوقية للنادي والتي ارتفعت مباشرة بعد فوزه بدوري الأبطال لتصل تقريباًإلى1.2 مليار دولاروهو ما يجعله الرابع عالميًّا حسب القيمة السوقية خلف كلٍّمن ريال مدريد ومانشستر سيتي وأرسنال وفق بيانات حديثة لموقع ترانسفير ماركت . < / p >

< p >كما يتوقع “بي إس جي “أن يحصلعلى حوالي150مليون يورو(170مليون دولارت)كعوائد ماليةمن دوري أبطال أوروبا بعد تتويجه التاريخي وفق موقع “ياهو سبورتس”. < / p >