مسلحون يهاجمون نقطة أمنية في درعا

في فجر اليوم، الأحد 8 يونيو، تعرضت مفرزة أمنية في ريف درعا جنوبي سوريا لهجوم من قبل مسلحين مجهولين.

ووفقًا لما أفاد به المراسل، فقد قام المسلحون بمهاجمة المفرزة باستخدام سيارة من نوع “كيا ريو” عند الساعة الثانية صباحًا، ثم انسحبوا على الفور بعد تنفيذ الهجوم.

وفي رد فعل سريع، أطلق عناصر الأمن العام النار على المهاجمين، وقاموا بنشر دوريات وحواجز عند مداخل البلدة لتعزيز الأمن.

كما ذكرت شبكة محلية أن الهجوم قد تم بالفعل من قبل مسلحين، لكن لم تُسجل أي أنباء عن إصابات بين صفوف أفراد الأمن العام.

حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر أي تعليقات رسمية من الجهات الحكومية، بما في ذلك “محافظة درعا”، بشأن هذه الحادثة.

يُذكر أنه في 5 يونيو الجاري، قُتل شرطي مرور في درعا أثناء عودته إلى منزله، دون معرفة الأسباب والدوافع وراء هذا الحادث المؤسف.

المحافظة أدانت هذا العمل الإجرامي وأكدت أنها ستلاحق المتورطين وتقدمهم للعدالة. كما شددت على ضرورة “الضرب بيد من حديد” على كل من يحاول إعادة الفوضى إلى المنطقة.

بعد سقوط النظام السوري السابق، شهدت محافظة درعا حالة من الفوضى الأمنية نتيجة استمرار وجود الفصائل المسلحة وانتشار السلاح. وفي ظل هذه الظروف، تسعى وزارتي الداخلية والدفاع للانتشار في المدينة وضبط الأوضاع الأمنية.

حالات اغتيال متكررة

على الرغم من تراجع وتيرة الانفلات الأمني خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن حوادث الاغتيال لا تزال تحدث بشكل مستمر.

إن العودة المستمرة لحوادث الاستهداف شبه اليومية تثير ذكريات التوتر الأمني الذي كان يعيشه سكان درعا لسنوات طويلة، مما يثير مخاوفهم من عودة الفوضى والانفلات الأمني مجددًا.

وقد أفاد المراسل بأن الشقيقين ووالدهما كانوا سابقًا ضمن فصائل “اللجان المركزية”، وانضموا لاحقًا إلى قوات الأمن العام.

تشير حوادث الاغتيال التي شهدتها درعا بعد سقوط النظام السابق إلى استهداف معظم القيادات السابقة في المعارضة، دون تحديد الجهة المسؤولة عن هذه العمليات.

في 8 أبريل الماضي، اغتال مجهولون القيادي السابق في “اللجنة المركزية” المعروف بلقب “محمد المختار” أمام منزله في قرية اليادودة بريف درعا الغربي.

تعتبر “” مجموعة من فصائل المعارضة التي أجرت “تسوية” مع النظام واستمرت في إدارة المنطقة أمنيًا وخدميًا وهي مرتبطة بـ”اللواء الثامن”.

لقد فرض الواقع التنظيمي بعد سيطرة النظام على محافظة درعا عام 2018 حالة من التصادم بين الفصائل العسكرية الموجودة بالمنطقة. حيث تشكلت “اللجنة المركزية” بالريف الغربي ودرعا البلد وضمت مجموعة من المثقفين والقيادات المحلية والوجهاء. وكانت مهمتها الرئيسية التفاوض مع الروس والنظام حول شروط “التسوية”.

للأسف، تعرض معظم أعضاء اللجنة لعمليات اغتيال بعد اتهامهم بالارتباط بنظام الرئيس المخلوع وخاصة برئيس فرع “الأمن العسكري”، العميد لؤي العلي، الذي هرب مع تحرير المحافظة في ديسمبر 2024.