ما الجهة التي أطلقت صاروخين على مرتفعات الجولان من سوريا

ما الجهة التي أطلقت صاروخين على مرتفعات الجولان من سوريا

تُعزى جهة إطلاق الصورايخ على إسرائيل منذ فترة نظام الأسد إلى إيران، بينما تظل الجهة المسؤولة عن إطلاق صاروخين من الجنوب السوري باتجاه الجولان في الثالث من حزيران غامضة.

وفي الخامس من حزيران، أفاد مصدر أمني إسرائيلي لقناة أن “إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل كان متوقعًا”.

وأكد المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن الإدارة السورية الحالية ليست لها علاقة بالحادثة. وشدد على أن إيران و”حزب الله اللبناني” وأتباع الرئيس السوري السابق بشار الأسد يسعون لعرقلة الاستقرار في سوريا.

وكشف المصدر الأمني أن إسرائيل تتعاون مع قوات الأمن السورية لدخول مناطق قريبة من المنطقة العازلة بهدف تعزيز الأمن، واصفًا التنسيق بأنه “جيد”، ومتوقعًا عدم حدوث تصعيد جديد في الجنوب السوري.

كتائب محمد الضيف

نقلت وكالة أنباء عن مسؤول سوري لم يُذكر اسمه أو مستواه، في الرابع من حزيران، أن الجهات التي أطلقت الصواريخ تضم “فلول فصائل مسلحة مرتبطة بإيران منذ عهد الأسد” وتنشط منذ فترة طويلة في منطقة القنيطرة.

وأضاف المسؤول أن هذه الجهات تسعى لإثارة رد إسرائيلي كوسيلة لتصعيد التوتر وتقويض جهود الاستقرار الحالية.

وقد تداولت وسائل الإعلام بيانًا تعلن فيه جماعة تحمل اسم “كتائب الشهيد محمد الضيف” مسؤوليتها عن الهجوم.

ويشير اسم الجماعة إلى قائد الجناح العسكري لحركة “المقاومة الإسلامية الفلسطينية” (حماس) محمد الضيف الذي قُتل في غارة إسرائيلية عام 2024.

لكن قناة قطرية نقلت عن أحد قياديي الجماعة قوله إن “عملياتنا ضد الاحتلال الإسرائيلي هي رد على المجازر التي تحدث في غزة، ولن تتوقف حتى يتوقف القصف على المستضعفين” في القطاع.

محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف (أبو خالد)، وُلد عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة. وكان قائدًا عسكريًا فلسطينيًا بارزًا، وتولى منصب القائد العام لكتائب الشهيد “عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، منذ عام 2002. وقد حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات قبل مقتله بغارة على منطقة المواصي في خان يونس بتاريخ 30 كانون الثاني 2024.

ما هذه الكتائب؟

في البيان الذي نشرته الكتائب عبر موقعها الرسمي بتاريخ 31 أيار الماضي، أعلنت أنها ليست حزبًا ولا تنظيمًا رسميًا.

وجاء فيه: “من قلب فلسطين المحتلة نعلن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف وفاءً للدماء الطاهرة وامتداداً لطريق المقاومة المستمر”.

كما وجه البيان رسالة إلى إسرائيل قائلًا: “سنكون سيفاً مسلطاً على رقابكم؛ أينما كنتم ستجدوننا هناك نقاتلكم بكل ما لدينا”.

وفق البيان، فإن “كتائب الشهيد محمد الضيف ليست حزبًا ولا تنظيمًا، بل هي فعل ثوري مقاوم حر ينبض في كل شارع ومخيم وزقاق ويحمل صدى كل صرخة من تحت الركام من غزة إلى الضفة ومن القدس إلى الداخل المحتل”.

رد إسرائيلي في سوريا

بعد سقوط صاروخين في منطقة مفتوحة بالجولان المحتل، قام الجيش الإسرائيلي يوم الثالث من حزيران باستهداف ريف درعا الغربي بعدد من القذائف على فترات متقطعة.

وترافق هذا القصف مع تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية المُسيرة فوق منطقة تسيل.

وحسب المراسلين، لم يستهدف القصف الإسرائيلي بلدة تسيل فحسب؛ بل شهدت بلدة كويا بريف درعا الغربي قصفاً بقذيفتين استهدفتا الأراضي الزراعية غرب البلدة دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش رد بنيران المدفعية على نقاط إطلاق الصواريخ التي انطلقت من قرية تسيل جنوبي سوريا.

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع بتحمل المسؤولية عن إطلاق الصواريخ من سوريا كما نقلت قناة “12 الإسرائيلية”.

وصرّح كاتس قائلاً: “نعتبر الشرع مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن كل تهديد وإطلاق نار نحو إسرائيل”.

كما هدد كاتس بالرد الكامل بأقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن إسرائيل “لن تسمح بالعودة إلى واقع السابع من أكتوبر” (التاريخ الذي شهد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس ضد مواقع إسرائيلية).

“لا تهديد” سوري

أكد مصدر سوري أن سوريا لن تُشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة. وأوضح أن الأولوية القصوى في الجنوب السوري تتمثل في تعزيز سلطة الدولة وإنهاء وجود السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية لضمان تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المواطنين.

وأدانت وزارة الخارجية السورية القصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات محافظة درعا والذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية. وأشارت إلى أن هذا التصعيد يُعتبر انتهاكاً للسيادة السورية ويزيد حالة التوتر بالمنطقة، حيث تحتاج سوريا الآن للتهدئة والحلول السلمية. ودعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لإيقاف هذه الاعتداءات ودعم الجهود الرامية لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا والمنطقة.