عصر الفن تغيّر بالكامل والمال يتحكّم به

عصر الفن تغيّر بالكامل والمال يتحكّم به

كتبت “الشرق الأوسط”: تشكل الفنانة باسكال صقر امتدادًا لزمن الفن الجميل، حيث تربت على صوتها أجيال من اللبنانيين. إذا سألت جمهورها من مختلف الأعمار، ستجدهم سريعًا يذكرون واحدة من أغانيها الشهيرة. أعمالها لا تزال تتردد حتى اليوم رغم مرور عقود عليها، ومن بينها «صبّوا فوقك النار» و«يا سارق مكاتيبي» و«اشتقنالك يا بيروت» و«وعدوني ونطروني»، وغيرها.

Advertisement

عودة باسكال صقر إلى الساحة الفنية

أخيرًا، أطلّت باسكال صقر في مهرجانات بلدة معينة، حيث غنت وتفاعل معها الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق والهتاف باسمها. أدّت مجموعة من أجمل أغانيها، واستمتع الحضور بسماع الأغاني التي تعيد لهم الذكريات. لكن لماذا هذا الغياب عن الساحة؟ ترد لـ”الشرق الأوسط”: “لست غائبة إلى هذا الحدّ؛ فقد أحيت المهرجانات في عدد من البلدات والمناطق. كان الصيف الماضي مليئًا بالحفلات، وقدمت حفلات في وفالوغا والعربانية وكذلك بمناسبة معينة.”

إصدارات جديدة ومخاوف الترويج

أما بالنسبة لإصدارها لأغاني جديدة، فتؤكد أن الأعمال الفنية القديمة تبقى الأجمل. وتضيف: “منذ سنتين، أصدرت أغنية بعنوان (بحبّك ومنّك خايفة) ليحيى الحسن، وقد لاقت تفاعلاً إيجابيًا من الناس. لكنني لم أستطع الترويج لها عبر الإذاعات أو شاشات التلفزة؛ فالأمر يتطلب ميزانية كبيرة وهو ليس مناسبًا لي.”

الفن وحقوق المواطن اللبناني

عندما تنظر إلى الساحة الفنية اليوم، تقول إنها لا تكترث كثيرًا. فالأهم بالنسبة لها هو المواطن اللبناني وضمان جميع حقوقه. تضيف: “ماذا ينفع الفن إذا لم يقابل باهتمام اللبنانيين بمختلف أطيافهم؟ وفي ظل معاناة المواطن في بلدنا، أعتبر أن هذا الجانب هو الحلقة الأهم التي يجب إعطاؤها الأولوية. عندما يشعر المواطن بالأمان ويحصل على جميع حقوقه، عندها يمكنني أن أقدم الفن كأولوية.”

تغير مشهد الفن اليوم

تعترف بأن زمن الفن قد تغيّر تمامًا ولم يعد يشبه الماضي. “صار المال هو المتحكم بالمغني؛ وعليه أن يتحمل مصاريف كبيرة كي يتم إذاعة أغنيته. إنتاج الأغاني لم يعد سهلاً كما كان.” كما تشير إلى أن العديد من الشركات اللبنانية قد أغلقت أبوابها منذ سنوات طويلة، رغم أنها كانت تشكل نافذة مهمة للفنانين مثل (ريلاكس إن) و(صوت بيروت) و(رحبانيا) و(موزار شاهين)، والتي كانت تهتم بالإنتاجات اللبنانية وتروّج لها.

الفن الحقيقي لا يموت

تؤكد صقر أن الفن الحقيقي لا يمكن مقارنته بأي نوع آخر: “عندما نغني بصدق ونحترم المستمع، فإن الأغاني ستبقى مستمرة.” لا تتحدث هنا فقط عن الأغنية الرومانسية بل تشمل أيضًا الوطنية التي لا يزال قسم كبير منها راسخًا في الذاكرة.

وعندما تتحدث عن غياب الملحنين الكبار تقول: “يا ليت هؤلاء لا يرحلون ويبقون بيننا مع أن أعمالهم لا تزال حاضرة بأسمائهم. هم كنزٌ خالد.”

“الفنان المبدع يترك بصمة في الذاكرة ولا يحتاج إلى شاشة أو منصة إلكترونية كي يستمر.”