دعوات أردنية للانسحاب من مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي بمونديال السلة للشباب | سياسة

دعوات أردنية للانسحاب من مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي بمونديال السلة للشباب | سياسة

مراسلو الجزيرة نت

4/6/2025-|آخر تحديث: 5/6/202508:38 (توقيت مكة)

عمّان- تتواصل الدعوات الشعبية المطالبة بانسحاب المنتخب الوطني الأردني لكرة السلة تحت 19 سنة من مواجهته المرتقبة مع منتخب الاحتلال الإسرائيلي. وقد أوقعته قرعة بطولة كأس العالم لكرة السلة للشباب، المقررة في سويسرا من 28 يونيو/حزيران الجاري حتى 6 يوليو/تموز المقبل، في مجموعة تضم منتخب الاحتلال إلى جانب منتخبي سويسرا والدومينيكان.

المطالبات التي انطلقت قبل أسابيع تزايدت مع اقتراب موعد البطولة العالمية، حيث شملت حركات مقاطعة من ناشطين وصحفيين، أكدوا أن خوض هذه المباراة يمثل تطبيعاً رياضياً مرفوضاً يتعارض مع الموقف الشعبي الأردني الداعم للقضية الفلسطينية والمناهض للاحتلال.

في هذا السياق، أعربت الناشطة في حركة المقاطعة بالأردن إيناس حجير، للجزيرة نت، عن رفضها القاطع لخوض منتخبنا الوطني للشباب مباراة ضد العدو الصهيوني. وطالبت اتحاد اللعبة ومنتخبنا برفض اللعب احتراما لموقف الأردن التاريخي ورفضاً للتطبيع الرياضي في ظل الجرائم المستمرة للاحتلال في غزة وأطماعه الاستعمارية في أراضينا العربية.

موقف أخلاقي

من جانبه، أكد منسق تجمع “اتحرّك لمجابهة التطبيع” محمد العبسي أن “الرياضة ليست بمعزل عن المبادئ والقيم”. وشدد على أن مشاركة المنتخب الأردني في هذه المواجهة تعطي صورة زائفة عن الاحتلال ككيان طبيعي، بينما يواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف للجزيرة نت “نطالب الاتحاد باتخاذ موقف وطني وأخلاقي بالانسحاب من المباراة. كما أننا خاطبنا الإدارة الجديدة بعد أن تواصلنا مع السابقة عقب صدور نتائج القرعة. نأمل أن تعكس هذه الإدارة موقف الشارع الأردني الرافض لكل أشكال التطبيع، وخاصةً الرياضي”.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس الاتحاد الأردني لكرة السلة أحمد الهناندة: “حتى الآن لا نتحدث في هذا الموضوع فهو قيد النقاش داخل الاتحاد. ومن مصلحة فريقنا عدم الخوض في تفاصيله علناً. الموضوع داخلي وسنعرض الموقف الرسمي عندما يحين الوقت المناسب”.

وفي ذات السياق، أفاد مصدر داخل الاتحاد الأردني لكرة السلة -فضل عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت بأنهم مشاركون في البطولة، لكن مسألة المباراة ضد منتخب الاحتلال لا تزال قيد النقاش ولم يُحسم أمرها بعد. وأوضح قائلاً: “لسنا مخولين بالحديث علناً لتجنب عقوبات محتملة قد تشمل الفريق الأول وقد تصل إلى الحرمان لمدة عامين. لا أحد داخل الاتحاد يرغب بخوض هذه المباراة ولكن الموقف دقيق ويحتاج إلى معالجة”.

أمر معيب

بدوره، عبّر الصحفي الرياضي مهند جويلس -للجزيرة نت- عن رفضه القاطع لخوض هذه المواجهة قائلاً: “يمكن للاتحاد المشاركة في البطولة واللعب أمام سويسرا والدومينيكان، لكنه يجب أن يتجنب مواجهة منتخب الاحتلال. وهذا ما نتمناه حتى لو ترتب عليه خسارة أو عقوبات؛ فلا أحد في الأردن يقبل بمثل هذه المواجهة، والفوز بالبطولة على حساب التطبيع سيكون أمراً معيبا وغير مقبول على الإطلاق”.

وأضاف أن المنتخب يمثل شعباً رافضاً للتطبيع، وإذا تم اللعب فستفقد الجماهير الثقة وستبتعد عن دعم الفريق. “الموقف الجماهيري واضح ونحن كصحفيين نؤيد أي خطوة للانسحاب”.

اللعب أمام فريق الاحتلال لكرة السلة هو تطبيع رياضي يرفضه الشعب الأردني؛ فالفريق الإسرائيلي أياديه ملطخة بدماء الفلسطينيين.

— Hala Ahed هالة عاهد (@Hala_Deeb)

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الأردنيون مع وسم منتخبنا ضد التطبيع، حيث شهدت الحملة الرقمية مشاركات من ناشطين ومؤثرين.

وكتبت المحامية هالة عاهد: “أي تنافس رياضي وروح رياضية مع فريق يمثل كيانا يرتكب جرائم إبادة؟ كيف يمكن جعل الملاعب معسكرات اعتقال ومقابر جماعية؟”

بينما غرد الناشط مجد الفراج قائلاً: “نطالب الاتحاد الأردني لكرة السلة باتخاذ موقف وطني وأخلاقي يتمثل بالانسحاب من مواجهة منتخب الكيان الصهيوني في نهائيات كأس العالم للشباب”.

انسحابات عربية

أما مريم سمرين فقد وجهت رسالتها للاعبين أنفسهم قائلة: “المنتخب الوطني هو أبناء هذا الشعب وأكيد كل واحد منهم يرفض مواجهة الاحتلال. نناشدهم أن يطلبوا من الإدارة الانسحاب؛ فهذه المباراة لا تشرف”.

وتأتي هذه الدعوات ضمن سجل طويل من انسحابات للاعبين ومنتخبات عربية وإسلامية من مواجهة لاعبين إسرائيليين. فقد سجلت السنوات الأخيرة عشرات الحالات تمسكاً بموقف رافض للتطبيع ودعماً للقضية الفلسطينية.

تنوعت هذه الانسحابات بين رياضات فردية مثل الجودو والتايكواندو والشطرنج والفنون القتالية إلى رياضات جماعية مثل كرة القدم والسلة؛ حيث كان التركيز واضحًا في دول مثل الجزائر ولبنان وتونس والكويت وصولاً إلى الأردن والعراق والسعودية.

ومن بين تلك النماذج انسحاب المصارع الجزائري من أولمبياد طوكيو 2020 رفضا لملاقاة مصارع إسرائيلي وانسحاب الطفل التونسي محمد حميدة من بطولة عالمية للشطرنج وهو بعمر العشر سنوات.

كما اختار السعودي فهد السميح خسارة فرصته بالمشاركة في دورة الألعاب بلينجو الصينية بدلاً من مواجهة خصم إسرائيلي في التايكوندو. وفي عام 2023 انسحب منتخب العراق للمبارزة من بطولة العالم التزاما بقانون تجريم التطبيع ورغم تعرض بعضهم لعقوبات دولية إلا أنهم لاقوا إشادة واسعة شعبياً ورسمياً.