
كانت مباراة مانشستر يونايتد في سبتمبر الماضي بمثابة أول إشارة على أن شيئًا مميزًا بدأ يتبلور في ليفربول، وخصوصًا مع تألق النجم المصري محمد صلاح تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت.
في ثالث جولات الدوري الإنجليزي الممتاز، أظهر محمد صلاح تألقه اللافت من خلال صنع هدفين لزميله لويس دياز، ثم أضاف الهدف الثالث بنفسه، مما قاد فريقه إلى انتصار قوي بنتيجة 3-0 في ملعب “أولد ترافورد”.
مقال مقترح: تامر النحاس يكشف عن القرار الحاسم لانتقال زيزو إلى الأهلي وعرض كولر الخليجي
لكن ما أثار الانتباه بعد المباراة لم يكن فقط الأداء المذهل، بل تصريحات صلاح المثيرة للجدل، حيث قال: “لا أعلم مع أي نادٍ سأعود إلى أولد ترافورد، لكن حتى الآن هذه آخر مباراة لي مع ليفربول. الأمر ليس بيدي، ولم يتواصل معي أحد من النادي.”
أثارت هذه التصريحات الكثير من الجدل، خاصة أن صلاح كان قد دخل في آخر 12 شهرًا من عقده. ومع وصوله إلى سن الـ32، لم يكن واضحًا ما إذا كان سيحصل على عرض جديد يلبي تطلعاته وتطلعات النادي.
شوف كمان: الاستحواذ ضد البراغماتية.. كيف ينافس باريس سان جيرمان وإنتر قبل نهائي دوري أبطال أوروبا؟ “تحليل”
وفي أبريل، جاء الخبر المنتظر: وقع صلاح على عقد جديد لمدة عامين بالتزامن مع اقتراب ليفربول من حسم لقب الدوري بفضل الأداء الرائع للنجم المصري.
ومع بعض التعديلات في أسلوب لعبه تحت قيادة سلوت، زاد تركيز صلاح على الفاعلية في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على أرقامه:
52 مباراة بجميع المسابقات
34 هدفًا
23 تمريرة حاسمة
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز تحديدًا، حقق صلاح أرقامًا مذهلة:
29 هدفًا
18 تمريرة حاسمة
مجموع مساهمات: 47 — وهو رقم قياسي لموسم يتكون من 38 جولة في تاريخ البريميرليغ.
كما حصل النجم المصري على الحذاء الذهبي للمرة الرابعة في مسيرته (معادلًا الرقم القياسي)، بالإضافة إلى جائزة أفضل صانع ألعاب واختيار كأفضل لاعب في إنجلترا مع ترشيحات قوية للفوز بالكرة الذهبية.
كل هذا تحقق رغم الضغوط المستمرة بشأن مستقبله.
خلال الموسم أيضًا، ارتقى صلاح إلى المركز الثالث في قائمة هدافي ليفربول التاريخيين حيث لا يسبقه الآن سوى إيان راش وروجر هانت. كما أصبح اللاعب الوحيد في تاريخ النادي الذي يسجل 20 هدفًا أو أكثر في ثمانية مواسم متتالية.
على الرغم من انخفاض معدل التهديف قليلاً في الأسابيع الأخيرة، إلا أن صلاح كان قد أكمل مهمته بنجاح.
وقد عبر اللاعب عن رغبته بأن لا يمتد عقده الجديد لأكثر من عامين، مشيرًا إلى احتمال اختتام مسيرته في الدوري السعودي بحلول عام 2027. ولكن حتى ذلك الحين، يملك ليفربول كل الأسباب للاحتفاء بنجمه المصري الذي قدم موسمًا استثنائيًا يتماشى مع مكانته العالية.