
أعلن كل من البنك الأهلي المصري وبنك مصر، وهما أكبر بنكين حكوميين في البلاد، عن خفض العائد الشهري بمقدار 1%. يأتي هذا القرار في إطار التغيرات المستمرة في السياسات النقدية التي تتبعها البنوك استجابة للتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية.
ممكن يعجبك: سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 داخل البنوك والأسواق الموازية
وقد تم تعديل العائد على الشهادة البلاتينية من 19% إلى 18% سنويًا لدى البنك الأهلي المصري، بينما خفّض بنك مصر العائد على نفس الشهادة ليصل إلى 18% بدلاً من 19% سنويًا.
يسري هذا القرار على الشهادات الجديدة فقط، أما الشهادات القائمة فتظل بأسعار الفائدة المتفق عليها عند الشراء حتى تاريخ استحقاقها.
وأوضحت رشا السلاب، الباحثة والخبيرة الاقتصادية، أن الهدف من هذا القرار هو ضبط السيولة في السوق المحلي وتوجيه الأموال نحو الاستثمار والإنتاج بدلاً من الادخار طويل الأجل، ويتماشى ذلك مع توجهات البنك المركزي المصري لضبط معدلات التضخم التي شهدت تراجعًا نسبيًا خلال الفترة الماضية.
كما أشارت إلى أن القرار يعكس تحسن التوقعات الاقتصادية واستقرار سوق الصرف.
وتابعت أنه بالنسبة لتأثير القرار على العملاء، فقد يدفع هذا الخفض بعض العملاء للبحث عن أدوات ادخار بديلة أو شهادات بعوائد أعلى ولكن بعائد متغير أو آجال أطول، إلا أن الشهادات البلاتينية لا تزال تُعد خيارًا مناسبًا لمن يبحثون عن دخل شهري ثابت ومضمون.
وأكدت أن هذا التخفيض يعكس توجه البنوك نحو التكيف مع البيئة الاقتصادية المتغيرة ويُعد مؤشرًا على تغيرات محتملة في أسعار الفائدة بشكل عام في السوق المصري خلال الفترة المقبلة.
وأضافت أن القرار قد يكون له تأثير غير مباشر على الأوعية الاستثمارية الأخرى، خصوصًا مع تراجع جاذبية الشهادات ذات العائد الثابت. مشيرة إلى أبرز البدائل التي تتمثل في:
– الذهب:
يعتبر فرصة جيدة للانتعاش على المدى القصير، خاصةً لمن يبحثون عن أداة لحفظ القيمة. ومع ذلك، بما أن الذهب لا يدرّ عائدًا ثابتًا، فإن الطلب عليه سيزيد فقط من فئة المستثمرين المهتمين بالتحوط ضد التضخم أو تقلبات الجنيه. ومن الممكن أن يستفيد الذهب جزئيًا من تراجع الفائدة، لكن التقلبات العالمية في أسعاره تبقى عامل مخاطرة.
– البورصة المصرية:
تُعتبر البورصة أكثر المستفيدين المحتملين حيث قد يدفع بعض المستثمرين إلى تحويل السيولة إلى الأسهم بحثاً عن عوائد أعلى. لكنها تبقى أكثر مخاطرة مقارنة بالشهادات مما يجعلها جذابة لمن لديهم خبرة أو شهية للمخاطرة.
شوف كمان: “ألحق اتجوز” سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم الاربعاء 13 نوفمبر 2024 داخل محلات الصاغة
– العقارات:
يظل العقار ملاذاً آمناً تقليدياً في مصر، ولكن ارتفاع الأسعار والتكاليف مؤخراً قد يحدان من الإقبال عليه. ومع ذلك، قد نشهد رواجاً نسبياً في شراء العقارات بغرض الاستثمار أو الإيجار بدلًا من تجميد الأموال في شهادات أقل ربحاً. يُعتبر العقار مفيداً كأداة لحفظ رأس المال على المدى الطويل ولكنه يتسم بوجود سيولة أقل مقارنة بالذهب أو البورصة.
وأشارت السلاب إلى أن القرار قد يدفع شريحة من المدخرين لإعادة التفكير في خياراتهم خصوصاً أولئك الذين يمتلكون رأس مال متوسط إلى كبير. ومن لا يرغب بالمخاطرة قد يتجه نحو الذهب أو شهادات أخرى بعائد متغير. أما الذين لديهم استعداد للمخاطرة فقد تكون البورصة وجهتهم القادمة. وفيما يتعلق بالتفكير بعيد المدى فإن العقار يبقى خياراً مطروحاً لكنه بعائد أبطأ.