تراجع معدلات الحضور في المدارس نتيجة تراكمات مستمرة

أوضح الوزير أن 87% من طلاب مصر يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية، بينما تتوزع النسبة المتبقية البالغة 13% بين المدارس الخاصة والدولية. وأشار إلى أن تكدس الفصول وغياب المعلمين يعدان من أبرز الأسباب التي تدفع الطلاب إلى عدم الحضور.

وقال الوزير إن بعض الفصول في مناطق مثل الجيزة والخصوص والمرج تجاوز عدد طلابها 200 طالب، وقد يصل أحيانًا إلى 250 طالبًا في الفصل الواحد. ووصف هذا الوضع بأنه “غير إنساني ولا تعليمي”، مضيفًا: “هل يمكن تخيل أن يدخل الطالب فصلًا ويجد نفسه محاطًا بـ70 أو 80 طالبًا داخل مساحة لا تتجاوز 42 مترًا؟”.

عجز كبير في المعلمين

أكد الوزير أن المنظومة التعليمية تعاني من عجز حقيقي في عدد المعلمين، حيث وصل العدد المفقود إلى 469 ألف معلم من إجمالي 843 ألف معلم يعملون فعليًا. وأوضح أن هذا العجز يمتد عبر جميع المراحل التعليمية، بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية.

وأضاف أنه في بعض المدارس، لا تُدرس الحصتين الأولى والثانية بسبب غياب المعلمين، حيث تعاني المدرسة من نقص يصل إلى 30 أو 50 معلمًا. وتساءل: “هل سيعيد ولي الأمر ابنه إلى المدرسة في اليوم التالي؟ بالطبع لا”.

المدرس لا يستطيع إنهاء المنهج في المدرسة

تحدث الوزير بصراحة عن عمق المشكلة في المرحلة الثانوية، قائلًا: “لدينا طالب في الصف الأول الثانوي يدرس 14 مادة، وكل مادة تُدرّس فيما لا يتجاوز حصتين أو ثلاث حصص أسبوعيًا، أي حوالي 50 ساعة تدريسية في العام، بينما تم تصميم المنهج ليُدرّس في 100 ساعة. كيف يُمكن للطالب إنجاز هذا الكم من المواد؟”.

وأكد أن هذا الخلل يؤدي إلى ما وصفه بـ”الانهيار التربوي”، حيث يخبر بعض المعلمين طلابهم صراحة: “لن أستطيع إنهاء المنهج داخل المدرسة”، مما يدفع الطلاب وعائلاتهم مباشرةً نحو الدروس الخصوصية.

النظام القديم قائم على الكمّ الكبير

انتقد الوزير بشدة النظام التعليمي السابق الذي اعتمد على الكم الهائل من المواد والكتب الخارجية. حيث كان الطالب يدرس 32 مادة، وكل مادة لها كتاب خارجي خاص بها، مما شكل عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرين.

خطوات إصلاحية فعلية

قال عبد اللطيف إن الوزارة بدأت فعليًا بإعادة هيكلة المناهج وعدد المواد الدراسية؛ حيث تم تقليصها في النظام الجديد إلى 17 مادة فقط بدلاً من 32 مادة. وهذا التغيير أدى تلقائيًا إلى اختفاء 15 كتابًا خارجيًا.

وشدد الوزير على أن الإصلاح الحقيقي لا يقتصر فقط على تغيير الكتب أو تقليل عدد المواد الدراسية، بل يجب أيضًا أن يترافق مع تغيير السلوك والثقافة التعليمية لدى المجتمع ككل.

الرسالة الأساسية

دعا الوزير وسائل الإعلام إلى فهم تعقيدات الوضع الحالي ودعم الدولة في خططها الإصلاحية، قائلًا: “نحن لا نملك عصا سحرية، لكننا نعمل وفق منهج واضح ونمتلك الإرادة للتغيير والمواجهة. وأنا واثق أننا سننجح في تصحيح المسار رغم جميع التحديات”.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل الاجتماعي.