بينما يُعتبر تراجع أسعار النفط أمرًا إيجابيًا للمستهلكين، إلا أنه يحمل تداعيات سلبية على المنتجين، وفقًا لما أشار إليه المحللون.
حاليًا، يبلغ سعر برميل خام برنت بحر الشمال المرجعي على المستوى الدولي أقل من 65 دولارًا، وهو ما يقل بكثير عن عتبة 120 دولارًا التي سجلها في عام 2022 بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وهي دولة تُعد منتجًا رئيسيًا للنفط.
مقال له علاقة: نتائج الدور الثاني للصف السادس الاعدادي 2023 pdf كافة المحافظات عبر موقع وزارة التربية العراقية
ساهم انخفاض أسعار النفط في تراجع عالمي لمعدلات التضخم، كما دعم النمو في الدول التي تعتمد على استيراد الخام، مثل معظم دول أوروبا.
على سبيل المثال، انخفض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 11.8% مقارنة بالعام الماضي في شهر أبريل.
قال بوشبن سينغ، الخبير الاقتصادي لدى “مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال” البريطاني Cebr: “إن تراجع أسعار الخام يزيد من مستوى الدخل المتاح الذي ينفقه المستهلكون على الكماليات مثل الترفيه والسياحة.”
شهد سعر برميل خام برنت انخفاضًا بأكثر من عشرة دولارات مقارنة بما كان عليه قبل عام، مما أدى إلى خفض كلفة مختلف أنواع الوقود المشتقة مباشرة من النفط.
وأضاف سينغ لوكالة فرانس برس أن هذا الانخفاض يساعد في تقليل تكاليف النقل والتصنيع، مما قد يسهم في تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية بشكل أكبر على المدى المتوسط.
ومع ذلك، أشار إلى أن تراجع أسعار الخام هو نتيجة جزئية لسياسات ترامب التجارية. لكن يبقى توقع التأثير الصافي على التضخم معقدًا نظرًا لاحتمالية ارتفاع تكاليف مدخلات أخرى مثل المعادن.
كما أضاف سينغ: “يمكن أن يجعل النفط الأقل ثمنًا مصادر الطاقة المتجددة أقل تنافسية، مما يؤدي في النهاية إلى تباطؤ الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة.”
وفي السياق نفسه، قال أوليه هانسن المسؤول عن استراتيجية السلع الأساسية لدى “بنك ساكسو”: “مع تراجع الأسعار فإن الخاسرين بلا شك هم الدول المنتجة للنفط، خصوصاً المنتجين ذوي التكلفة العالية الذين سيضطرون بناءً على الأسعار الحالية المنخفضة لتخفيف الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.”
وأشار خورخي ليون المحلل لدى “رايستاد إنرجي” إلى أن وصول سعر برميل النفط إلى 60 دولاراً أو أقل لن يكون مفيداً أيضًا لمنتجي النفط الصخري. وأوضح لوكالة فرانس برس أن “تراجع أسعار النفط سيؤثر سلباً على التنمية لديهم.”
اقرأ كمان: مؤسسة غزة الإنسانية تُعلن استئناف توزيع المساعدات في مواقع جديدة
وقد أعلنت بعض الشركات التي تستخرج النفط والغاز الصخري بالفعل عن خفض استثماراتها في حوض برميان الواقع بين تكساس ونيو مكسيكو.
تحالف أوبك بلاس وتأثير الأسعار المنخفضة
أما بالنسبة لتحالف أوبك بلاس النفطي بقيادة السعودية وروسيا، فتختلف قدرتها على التكيف مع الأسعار المنخفضة بشكل كبير. حيث يشير ليون إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت تمتلك احتياطيات نقدية تمكنها من الاستدانة بسهولة لتمويل مشاريع اقتصادية متنوعة.
وتوقع هانسن أن الرابحين على المدى الطويل سيكونون كبار منتجي أوبك بلاس، خصوصاً في الشرق الأوسط. يأتي ذلك بينما يستعيد هؤلاء حصصهم السوقية التي فقدوها منذ عام 2022 عندما بدأوا بخفض طوعي للإنتاج.
إجراءات خفض الإنتاج وزيادات جديدة
بدأت المجموعة التي تضم 22 بلدًا سلسلة إجراءات لخفض الإنتاج عام 2022 لدعم أسعار الخام. لكن مؤخرًا فاجأت السعودية وروسيا وستة بلدان أخرى ضمن التحالف الأسواق عبر زيادة الإنتاج.
أعلنت البلدان المنضوية تحت التحالف السبت عن زيادات كبيرة في إنتاج الخام لشهر يوليو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا. ويشير المحللون إلى أن هذه الزيادات كانت تهدف غالباً لمعاقبة أعضاء أوبك الذين لم يلتزموا بحصصهم المحددة؛ لكنها جاءت أيضًا بعد ضغوط من ترامب لخفض الأسعار.
التأثيرات المباشرة والاقتصادية
This situation يؤثر بشكل مباشر على دول مثل إيران وفنزويلا اللتين تعتمد اقتصادهما بشكل كبير على عائدات النفط. كما تعاني نيجيريا -التي تعتبر قدرتها على الاستدانة محدودة- بالإضافة إلى أعضاء آخرين ضمن تحالف أوبك بلاس بحسب الخبراء.
The non-OPEC member Guyana, which has experienced significant growth in recent years due to oil discoveries, now faces the risk of an economic slowdown.