ذبح الأضاحي غير المنظم يهدر ثروة قومية من الجلود

ذبح الأضاحي غير المنظم يهدر ثروة قومية من الجلود

أوضح أن موسم عيد الأضحى يمثل فرصة ذهبية للاقتصاد الوطني، لما يتيحه من كميات هائلة من الجلود التي يمكن استغلالها في التصدير والصناعات الجلدية، مشيرًا إلى أن كمية الجلود المنتجة خلال فترة عيد الأضحى وشهر رمضان المبارك تعادل تقريبًا ما يتم إنتاجه طوال باقي شهور السنة مجتمعة، وهو ما يؤكد أهمية تنظيم هذه العملية بعيدًا عن العشوائية.

ذبح الأضاحي خارج المجازر الآلية

وأضاف سرج أن استمرار عمليات الذبح خارج المجازر أو بشكل نصف آلي يتسبب في فقدان نسبة كبيرة من الجلود بسبب الذبح غير المهني وغياب الاشتراطات الفنية، مؤكدًا أن الجلود تمثل ثروة قومية حقيقية، ويجب أن تتم عمليات الذبح في بيئة آمنة ومدارة بشكل احترافي داخل المجازر الحكومية أو الخاصة المؤهلة لذلك، وليس في الشوارع أو المناطق العشوائية.

الصادرات المصرية من الجلود

وأشار رئيس المجلس التصديري إلى ضرورة رفع كفاءة عمليات الذبح ومعالجة الجلود بما يضمن الحفاظ على جودتها وزيادة تنافسيتها عالميًا، وهو ما سينعكس بالإيجاب على حجم الصادرات من الجلود والمنتجات الجلدية، لافتًا إلى أن تحسين جودة الجلود يبدأ منذ لحظة الذبح، مما يتطلب توفير مجازر حديثة ومؤهلة لهذا الغرض.

وشدد سرج على أهمية إصدار أو تفعيل تشريعات حاسمة تمنع الذبح خارج المجازر مع تشديد الرقابة على تطبيقها، حيث إن العشوائية في عملية الذبح تؤدي لهدر حوالي 75% من الجلود أو أكثر نتيجة التقطيع الخاطئ أو الإهمال في المعالجة الأولية، داعيًا أيضًا لإطلاق حملات توعية مكثفة للمواطنين والجزارين خلال مواسم الذبح لحثهم على القيام بالذبح داخل المجازر الرسمية.

كما دعا سرج إلى ضرورة تحفيز القطاع الخاص لضخ استثمارات جديدة في إنشاء وتطوير المجازر الآلية والنصف آلية، مؤكدًا وجود فرص واعدة في هذا المجال وأن الدولة يجب أن تقدم حوافز استثمارية وتشجيعية لتوسيع قاعدة المجازر المؤهلة بما يعزز قدرات القطاع التصديري ويزيد القيمة المضافة للمنتج المحلي.

وفي سياق متصل، أشاد سرج بمجهودات الفريق كامل الوزير وزير الصناعة والنقل واهتمامه المباشر بمدينة الروبيكي للجلود، مؤكدًا أنها تُعد نموذجًا متكاملًا لنجاح الدولة في تطوير الصناعات التصديرية.

وأوضح أن مدينة الروبيكي تمثل نموذجًا حضاريًا متقدمًا حيث جرى تأسيسها وفق أحدث النظم الصناعية وتم تزويدها ببنية تحتية متكاملة وشبكات صرف صناعي ومعالجة بيئية فضلًا عن جاهزيتها لاستقبال مختلف الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع الجلود.

وأكد أن مدينة الروبيكي تضم وحدات إنتاجية متعددة وسلاسل متكاملة للتصنيع بدءً من المدابغ وصولاً إلى خطوط الإنتاج وحتى التعبئة والتصدير مما يجعلها فرصة ذهبية لتطوير الصناعة المصرية وزيادة عوائدها من العملة الأجنبية داعيًا إلى التوسع في هذه النماذج واستنساخها في المحافظات المختلفة.