تعزيز المواهب والكفاءات الرقمية محور أساسى لجذب الاستثمارات

تعزيز المواهب والكفاءات الرقمية محور أساسى لجذب الاستثمارات

أكد خبراء التكنولوجيا المالية أن مصر ليست مجرد سوق كبير للاستثمار، بل هي أيضاً خزّان ضخم للمواهب في مجالات الابتكار، وقد أثبت العديد من رواد الأعمال المصريين قدرتهم على تقديم حلول ابتكارية تنافس على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرين إلى أن دعم هذه الكفاءات في مصر وخارجها يمثل محوراً أساسياً لجذب الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة.

تطور بيئة ريادة الأعمال

قالوا خلال جلسة نقاشية صحفية إن بيئة ريادة الأعمال في مصر شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مع ظهور فرص ضخمة للنمو، خاصة في القطاعات التكنولوجية والخدمات الرقمية، ورغم التحديات التي واجهها السوق، فإنها كانت بمثابة جرس إنذار بضرورة تعزيز الحوكمة والتركيز على نماذج أعمال أكثر استدامة.

أشار خبير التكنولوجيا المالية محمد عكاشة، المؤسس والشريك الإداري لأحد الصناديق الاستثمارية “ديسربتيك”، إلى أن ما يميز بيئة ريادة الأعمال هو كفاءة رأس المال العالية، مما يعني الابتعاد عن الإنفاق غير الضروري والمظاهر الشكلية والتركيز بدلاً من ذلك على تحسين المنتجات التقنية وتجربة المستخدم. كما أوضح أن الشركات التي تقدم منتجات أو خدمات خفيفة الأصول والتي يمكنها تصدير حلولها إلى أسواق إقليمية ودولية تمثل الاتجاه الأنسب للنمو المستدام.

أضاف عكاشة أن الحفاظ على هيكل تكلفة بالجنيه المصري مقابل تحقيق إيرادات بالعملات الأجنبية يمنح الشركات قدرة أكبر على الصمود أمام تقلبات السوق ويعزز فرصها في التوسع الإقليمي والدولي، وهو ما يعد من العوامل الاستراتيجية لأي شركة تكنولوجية تسعى للنمو من مصر إلى العالم.

وفيما يتعلق بالاهتمام بدعم مشروعات الذكاء الاصطناعي، أشار مالك سلطان خبير التكنولوجيا المالية إلى وجود اهتمام فعلي بدعم هذه المشروعات. وأوضح أن صناديق الاستثمار المتخصصة في التكنولوجيا المالية مثل “ديسربتيك” تركز على بناء منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية والخدمات المالية والتكنولوجيا الموجهة لقطاعات استراتيجية رئيسية مثل البنية التحتية المالية والتكنولوجيا الصحية والزراعية والتعليمية والابتكار والتقنيات المتقدمة. كما أكد سلطان أنه سيتم التركيز بشكل خاص خلال الفترة المقبلة على الذكاء الاصطناعي لما له من قدرة على إحداث قفزة نوعية في كفاءة الخدمات وتوسيع نطاق التأثير الاجتماعي والاقتصادي.

أما بشأن اختيار الشركات الناشئة المستهدفة للاستثمار في الصناديق الاستثمارية، فقد أكد خبير التكنولوجيا المالية والشريك بأحد صناديق الاستثمار “ديسربتيك” يحيى أبو الوفا أن اختيار الشركات يتم بناءً على تقييم شامل يشمل قوة الفريق المؤسس وحجم السوق المستهدف وإمكانيات التوسع ووجود مؤشرات أداء واضحة ومستدامة تعكس القدرة على تحفيز مضاعفة الموارد وتحقيق تأثير إيجابي مضاعف في الاقتصاد الحقيقي لدعم جهود الحكومة المصرية.

تطوير الإطار التشريعي

أضاف أبو الوفا أن صناديق الاستثمار تلعب دوراً فعالاً في دعم تطوير الإطار التشريعي والتنظيمي لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، من خلال المشاركة المستمرة في الفعاليات والحوارات المؤسسية مع الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين. موضحاً أهمية تقديم الابتكار بشكل استباقي واستراتيجي بما يساهم في توجيه السياسات نحو تمكين الشركات الناشئة وخلق توازن بين تسريع الابتكار وحماية النظام المالي.