الهدنة التجارية بين أميركا والصين مهددة بالفشل بسبب المعادن النادرة

الاقتصاد نيوز متابعة

تواجه الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين مخاطر جدية بالانهيار، خاصة مع تباطؤ الصين في تصدير المعادن النادرة، مما أثار اتهامات أميركية لبكين بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق.

تفاصيل الاتفاق في جنيف

وفقاً لمصادر مطلعة على التفاصيل، فإن التوصل إلى الاتفاق في جنيف في وقت سابق من هذا الشهر جاء مشروطاً بتنازل من بكين بشأن تصدير المعادن الحيوية. فقد قدم المفاوضون الأميركيون لنائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، طلباً واضحاً لاستئناف صادرات الصين من المعادن النادرة، مقابل التزام أميركي بهدنة جمركية تمتد لـ90 يوماً. وقد وافق “هي” على هذا الطلب خلال الساعات الأخيرة من محادثات ماراثونية جمعته بوزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير، كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

اتهامات ترامب للصين

في هذا السياق، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والصين علناً بعدم الوفاء بالتزاماتها. حيث كتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”: “الصين، وربما ليس من المستغرب للبعض، انتهكت الاتفاق بالكامل معنا”. تلاه تصريح للممثل التجاري غرير الذي أشار إلى أن الصين “تتلكأ” في تنفيذ الاتفاق، مع التركيز على المعادن النادرة كمصدر رئيسي للخلاف.

تباطؤ الصين في إصدار التراخيص

منذ توقيع اتفاق جنيف، واصلت بكين التباطؤ في إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة وعناصر أخرى ضرورية لصناعة السيارات والرقائق الإلكترونية وغيرها من المنتجات الحيوية. ويبدو أن نائب رئيس الوزراء هي ليفنغ قد بدأ يتراجع عن الالتزامات المتعلقة بهذه المعادن بعد التحذير الذي أصدرته وزارة التجارة الأميركية بتاريخ 12 مايو بشأن استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي “Ascend” التي تنتجها شركة “هواوي”، والتي اعتبرتها بكين تصعيداً أميركياً جديداً وقدمت احتجاجاً رسمياً لواشنطن.

ردود الأفعال الأميركية

أوضح المسؤولون الأميركيون لفريق “هي” أن التوجيه بشأن رقائق Ascend ليس سوى إعادة تأكيد للسياسة الأميركية المعمول بها، مؤكدين أن على الصين تنفيذ ما تعهدت به. ومع ذلك، لم تؤت هذه الرسائل ثمارها حتى الآن، إذ لا تزال بكين تعرقل الموافقات على التراخيص.

تصاعد الشكاوى الأميركية

تكشف هذه التفاصيل غير المعروفة سابقًا سبب تراجع اتفاق جنيف واقترابه من الانهيار. فكل من الولايات المتحدة والصين تتجه نحو مواجهة اقتصادية متزايدة تشمل أدوات جديدة تتجاوز الرسوم الجمركية في محاولة لكسب النفوذ.

في الوقت ذاته، تتزايد شكاوى الشركات الأميركية، وخاصة شركات صناعة السيارات، حول تباطؤ بكين في إصدار التراخيص اللازمة لصادرات المعادن النادرة التي تعتبر أساسية للكثير من مكونات السيارات الحديثة. وحذر مصدر مطلع تلك الشركات البيت الأبيض من أن استمرار التأخير قد يؤدي إلى توقف مؤقت لمصانع السيارات عن العمل كما حدث خلال جائحة كوفيد19.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على