
برزت شركة ديب سيك، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي من الصين، كأحد الأسماء الأبرز على الساحة العالمية، خاصة بعد أن تصدَّر تطبيق الدردشة الخاص بها قوائم أكثر التطبيقات تحميلًا على متاجر Apple وGoogle. يُعتبر هذا النجاح بمثابة مؤشّر على التحديات التي قد تواجه الهيمنة الأمريكية في قطاع الذكاء الاصطناعي، مما يثير قلقًا بشأن مستقبل الطلب على شرائح الحوسبة المخصصة لهذا المجال.
بداية ملهمة ومشاريع طموحة
تأسست ديب سيك بدعم من هايفلاير كابيتال مانجمنت، وهو صندوق تحوط كمي صيني يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في قراراته الاستثمارية. أسس هذا الصندوق ليانج وينفتج، الذي انطلق في عالم التداول خلال فترة دراسته. بحلول عام 2023، أصبح لدى ديب سيك نشاطات منفصلة عن الأعمال المالية للصندوق، مما زاد من قدرتها على الابتكار والنمو.
شوف كمان: مايكروسوفت تعلن عن برمجية ضارة تهاجم كلمات المرور لأجهزة ويندوز
التقدم التكنولوجي والإبداع في نماذج الذكاء الاصطناعي
ابتدأت ديب سيك باستخدام مراكز بيانات خاصة بها لتدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي، لكنها واجهت تحديات بسبب القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الشرائح، مما دفعها للاعتماد على شرائح Nvidia H800. تفتخر الشركة بوجود مجموعة من أفضل الباحثين في الذكاء الاصطناعي، تم استقطابهم من أبرز الجامعات الصينية.
مقال له علاقة: استمتع بتجربة لعبة الحبار Squid Game المثيرة والمجنونة
إصدارات ونماذج مبتكرة
قدمت ديب سيك العديد من النماذج المبتكرة، مثل ديب سيك تشات وديب سيك كودر، والتي زادت من شهرتها بعد ظهور نموذج ديب سيك V2. أحدث هذا النموذج ثورة في القدرة على تحليل النصوص والصور بتكاليف تشغيل منخفضة، مما جذب اهتمام المستخدمين بشكل كبير.
تحديات وجدلية سياسية
على الرغم من نجاحاتها، تواجه ديب سيك انتقادات لاذعة بسبب القوانين الصينية التي تفرض تنسيق المحتوى مع القيم الاشتراكية، مما أدى إلى حظر استخدامها في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
أثرها على السوق وعلى العملاق Nvidia
زاد النجاح الملحوظ لديب سيك من الضغوط على الأسهم الخاصة بشركة Nvidia، حيث شهدت انخفاضًا بنسبة 18%. هذا التحول دفع عددًا من المسؤولين البارزين في مجال التكنولوجيا، مثل سام ألتمان ومارك زوكربيرغ، إلى اتخاذ مواقف دفاعية بشأن استثماراتهم في هذا القطاع.
مستقبل غامض أمام تحديات مستمرة
على الرغم من استمرار ديب سيك في تحقيق تقدم تقني، إلا أن مستقبلها يكتنفه الغموض بسبب التحديات المتزايدة من الحكومات الغربية. ومع ذلك، تُعتبر الشركة علامة بارزة في تحول مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، مما يهدد بإعادة تشكيل ميزان القوى في عالم التكنولوجيا بين الشرق والغرب.