
أعلنت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) اليوم، الأربعاء، 28 من أيار، عن دعمها لعودة أكثر من ألف سوري بشكل طوعي من 14 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى وطنهم.
وأضافت الوكالة أنها شجعت العودة الطوعية إلى سوريا في أعقاب التحولات السياسية الناتجة عن سقوط نظام الأسد، وهو ما دفع العديد من السوريين، سواء النازحين داخليًا أو المقيمين في بلدان أخرى، للبحث عن سبل العودة إلى ديارهم بعد سنوات من الصراع والتهجير.
ممكن يعجبك: spa.gov.iq منصة مظلتي اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية 2024 الوجبة الأخيرة الدفعة السابعة
وفي سياق ذلك، أوضحت الوكالة الأوروبية أنها تهدف إلى التأكد من أن جميع السوريين العائدين إلى وطنهم على دراية كاملة بحقوقهم ويفهمون تمامًا الطبيعة الطوعية لقرارهم، وأن تتم كافة عمليات العودة وفقًا لقوانين الاتحاد الأوروبي ومعايير الحماية الدولية.
وقد بدأت “فرونتكس” عمليات العودة الطوعية من أوروبا إلى سوريا في 20 من آذار الماضي، وقد ساهمت الوكالة في إجراء أكثر من ألف عملية عودة بنجاح حتى الآن.
وتعتبر هذه العودة جزءًا من التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز عمليات العودة الإنسانية، التي تتم بشكل آمن وطوعي.
وأوضح هانز ليجتنز، المدير التنفيذي لوكالة “فرونتكس”، أن “الرغبة في العودة إلى الوطن تمثل طموحًا إنسانيًا عميقًا. بالنسبة للعديد من الأفراد، تعني هذه العودة التئام شملهم مع عائلاتهم واستعادة حياتهم وكرامتهم. ونحن فخورون بدعم هذا المسار الحيوي، الذي يتماشى مع قيمنا الأساسية المتمثلة في الإنسانية والاختيار الطوعي والحقوق الأساسية”.
وفي الأيام المقبلة، ستقوم الوكالة الأوروبية بتوفير إجراءات لإعادة الإدماج لهؤلاء العائدين طواعية إلى سوريا، عبر توسيع نطاق برنامج إعادة الإدماج الأوروبي.
كما ستواصل “فرونتكس” دعم الدول الأعضاء لتوفير مسار إنساني للأفراد الراغبين في العودة، ومساعدة أولئك الذين يختارون إعادة بناء حياتهم في وطنهم.
يُذكر أن الأمم المتحدة قد أعلنت في منتصف أيار الحالي أن حوالي نصف مليون سوري لاجئ عادوا إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وكان معظمهم من الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد العائدين خلال العام الحالي إلى حوالي مليون ونصف المليون لاجئ سوري.
وقال غونزالو فارغاس يوسا، رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، إن هناك عددًا كبيرًا من السوريين يمكن أن يعودوا خلال الأشهر المقبلة، مما يعكس مؤشرًا “قويًا” على التفاؤل الشعبي بالتغيير السياسي الذي شهدته البلاد.
ورأى فارغاس يوسا أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة “تاريخية” للتعامل مع قضية اللاجئين والنازحين، التي استمرت آثارها “المؤلمة” لأكثر من 14 عامًا.
وقامت المفوضية بإجراء مسح شمل ممثلين عن اللاجئين السوريين في المنطقة بعد انهيار النظام، وأظهرت النتائج أن نحو 80% من المشاركين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم.
وبالرغم من ذلك، أشار فارغاس يوسا إلى وجود عوائق تعترض عودة السوريين، تشمل الوضع الاقتصادي المتدهور ومدى تضرر البنية التحتية في سوريا وحجم الدمار الذي طال مختلف الجوانب الحياتية خلال السنوات الماضية.
من جهة أخرى، رحب يوسا بقرار الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أن سرعة تنفيذ هذا القرار سيكون له أثر إيجابي كبير في دعم العودة الطوعية المستدامة.
وعلى الرغم من ذلك، تبقى أعداد اللاجئين العائدين إلى سوريا تتزايد ببطء، من خلال المنافذ البرية للدول المجاورة، بالإضافة إلى معدلات أقل عبر مطارات دمشق وحلب.
وقد حظي كل من تركيا ولبنان والعراق والأردن بأكبر نسبة من عودة اللاجئين، في حين تظل أعداد العائدين من الدول الأوروبية صغيرة، نظرًا للتفاوت في الخدمات والوضع الاقتصادي الصعب في سوريا.
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحتوي على معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أي من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية