
قال الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، إن مشروع تطوير ميناء السخنة يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع الموانئ المصرية، ويعكس قدرة الدولة على تنفيذ مشروعات لوجستية عملاقة تضاهي أعلى المعايير الدولية.
أطول رصيف بحري في الشرق الأوسط يدعم موقع مصر كمركز للتجارة العالمية
وأشار إلى أن استعداد ميناء السخنة لدخول موسوعة “جينيس” العالمية بأطول رصيف بحري يُعد إنجازًا استثنائيًا في تاريخ الموانئ، ويؤكد أن الدولة أصبحت تمتلك القدرة على تنفيذ مشاريع لوجستية كبرى تتماشى مع المعايير الدولية.
مقال مقترح: أسعار الذهب في السعودية تختتم تعاملات 30 أبريل 2025 بارتفاع ملحوظ
وأضاف أن هذا الإنجاز ليس مجرد سبق هندسي، بل هو شهادة دولية على كفاءة الرؤية المصرية في تحديث الموانئ وتحقيق التكامل بين عناصر سلاسل الإمداد بما يتماشى مع الطموحات التنموية للدولة.
وأوضح السمدوني أن إنشاء 18 كيلومترًا من الأرصفة البحرية بعمق يصل إلى 18 مترًا يُعتبر إنجازًا هندسيًا ولوجستيًا يضع ميناء السخنة في موقع محوري عالمي، خاصة مع وجود شبكة سكك حديدية داخلية بطول 30 كيلومترًا مرتبطة بالقطار الكهربائي السريع، بالإضافة إلى ساحات تداول ضخمة ومناطق لوجستية تغطي أكثر من 9 ملايين متر مربع.
كما أشار إلى إزالة 250 مليون متر مكعب من الرمال، والتي تم استغلالها في تجهيز الموقع والبنية التحتية، مؤكدًا أن ميناء السخنة أصبح اليوم واحدًا من أكبر الموانئ الصناعية على البحر الأحمر.
مواضيع مشابهة: تراجع سعر غرام الذهب عيار 21 محلياً نصف دينار
الموانئ المصرية تتحول من عبور إلى إنتاج و«السخنة» نموذج للجيل الرابع
وأكد أن المشروع لا يقتصر فقط على البنية التحتية، بل يمتد إلى نمط تشغيل جديد يعتمد على الأتمتة والتكنولوجيا الذكية، مما يعكس انتقال مصر من نموذج الموانئ التقليدية إلى موانئ الجيل الرابع القادرة على استيعاب السفن العملاقة وإنهاء الإجراءات الجمركية في وقت قياسي، وهو ما يعزز من موقع مصر كمركز إقليمي للتجارة والترانزيت والخدمات اللوجستية.
وأضاف أن ربط الميناء بممر لوجستي متكامل يمتد من السخنة إلى الدخيلة، مرورًا بمحور «السخنة- الإسكندرية»، يُعتبر من أهم أعمدة خطة الدولة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإعادة التصدير، مشيرًا إلى أن تقليص زمن الإفراج الجمركي من 29 يومًا إلى يوم واحد فقط يؤكد نجاح الدولة في تطوير بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
وأشاد السمدوني بالشراكة مع كبريات الشركات العالمية مثل “هاتشيسون” و”موانئ أبو ظبي”، والتي تضفي ثقة دولية على الموانئ المصرية، وتؤكد أن البنية التحتية التي تم تنفيذها وفقًا لنظام حق الانتفاع تحقق عائدًا اقتصاديًا للدولة دون المساس بملكية الموانئ أو أصولها الاستراتيجية.
وأكد أن تطوير ميناء السخنة لا يُعتبر مشروع نقل فقط، بل هو منصة صناعية ولوجستية متكاملة تستهدف خلق قيمة مضافة داخل الميناء ذاته، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يُعتبر حجر الأساس لتحويل الموانئ من مجرد نقاط عبور إلى مراكز إنتاج وتجميع وتصدير.
مشروعات لوجستية عملاقة تضع مصر على خريطة الموانئ العالمية بمعايير جينيس
وأوضح السمدوني أن دخول ميناء السخنة موسوعة “جينيس” ليس هدفًا في حد ذاته، بل هو انعكاس لقدرة الدولة على تنفيذ مشروعات عملاقة تُدار بعقلية تنافسية، مشددًا على أن المستقبل اللوجستي لمصر واعد، وأن هذه المشروعات تدعم خطط التوسع الصناعي والتجاري بشكل متكامل مع رؤية الدولة للتنمية الشاملة 2030.