مصر الحديثة أسهمت في تشكيل ملامح العمران الحضاري

مصر الحديثة أسهمت في تشكيل ملامح العمران الحضاري

قال المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال، خلال احتفالية أُقيمت اليوم: “يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم جميعًا في هذا الحدث المميز، وهذه المناسبة الاستثنائية التي نحتفل فيها بمرور 120 عامًا على تأسيس شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وهي واحدة من أعرق شركات التطوير العقاري في مصر والشرق الأوسط والعالم. هذا الكيان الوطني الذي تحمل منذ نشأته مسؤولية تطوير أحد أجمل وأرقى أحياء القاهرة، حي مصر الجديدة، الذي لا يزال حتى اليوم شاهدًا على رؤى عمرانية مبتكرة، وعلى تخطيط حضري متقدم، سبق عصره بسنوات طويلة”.

إعادة الهيكلة وتطوير الأداء المؤسسي

أضاف وزير قطاع الأعمال خلال احتفالية شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، بمناسبة مرور 120 عامًا على تأسيسها: “لقد أسهم هذا الصرح العريق بدور محوري في تشكيل معالم العمران الحضاري لأكثر من قرن، من العمل والجهد والعطاء، ومن الرؤية والتخطيط والبناء، وسط تحديات كبيرة، وإنجازات أكبر، وهي ليست مجرد أرقام في سجل التاريخ بل صفحات مضيئة كُتبت بعقول وسواعد أجيال متعاقبة، آمنت بأن النهضة الحقيقية تبدأ من العمران، ومن الاستثمار في الإنسان والمكان معًا”.

وتابع: “واليوم، تحت مظلة وزارة قطاع الأعمال العام، نرى في هذه الشركة العريقة ليس فقط ماضٍ نفخر به، بل كركيزة أساسية في الاستراتيجية التي تتبناها الوزارة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعظيم العائد من الأصول المملوكة للدولة، من خلال إعادة الهيكلة، وتطوير الأداء المؤسسي، وتعزيز مفاهيم الإدارة الرشيدة، مع الحفاظ على تلك الأصول وتنميتها للأجيال القادمة”.

تحفيز الاستثمار وخلق فرص العمل

في هذا السياق، تولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بقطاع التطوير العقاري باعتباره ركيزة أساسية في عملية التنمية ومكونًا مهمًا في تحقيق رؤية مصر 2030، لما له من قدرة كبيرة على تحفيز الاستثمار وخلق فرص العمل ودعم الاقتصاد الوطني، ورفع مستوى الخدمات والمرافق بما يواكب الطفرة في العمران والبنية التحتية غير المسبوقة، التي تشهدها الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار الجمهورية الجديدة.

وأشار إلى أن شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير تمثل ركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية، بما تمتلكه من تاريخ وأصول وأراضٍ متميزة، وخبرة طويلة في مجال التطوير العقاري، نحن نعمل على إعادة هيكلة أعمالها وفق أسس تجارية واستثمارية سليمة، وتحويلها إلى كيان حديث قادر على المنافسة بقوة في السوق العقاري المصري، بل والإقليمي.

وتابع: “يأتي احتفالنا اليوم من قلب قصر غرناطة التاريخي ليشهد على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، حيث يسعدنا أن نعلن في حضور دولة رئيس مجلس الوزراء، عن افتتاح القصر بعد مشروع تطوير وترميم شامل للمبنى التاريخي بعناية فائقة، مع الحفاظ على الطابع التاريخي والتراثي للقصر كأحد المعالم المتميزة في حي مصر الجديدة، ليكون وجهة سياحية وثقافية بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة من القطاع الخاص، والتي ستتولى الإدارة والتشغيل وفق أعلى المعايير”.

رواد التطوير العقاري الذكي والمستدام

أضاف: “ما نشهده اليوم ليس مجرد احتفال بذكرى، بل هو إعلان عن انطلاقة جديدة نحو المستقبل، فشركة مصر الجديدة، بتاريخها العريق وإمكاناتها الكبيرة ستكون من بين رواد التطوير العقاري الذكي والمستدام في مصر، ومن هنا نؤكد التزام الوزارة بتوفير كل الدعم لضمان استمرارها في هذا المسار بما يحقق الصالح العام ويعظم العائد للدولة، كما أن هذا النهج التشاركي مع القطاع الخاص ليس خيارًا بل هو ضرورة وطنية لتحقيق التنمية المستدامة”.

وفي إطار توجه الدولة، تحرص وزارة قطاع الأعمال العام على تعزيز دور القطاع الخاص من خلال توفير بيئة جاذبة، وإجراءات واضحة، وعقود عادلة تحفظ حقوق الدولة وتحقق عائدًا اقتصاديًا حقيقيًا، وتضمن استمرارية واستدامة المشروعات، كما نعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال مشروعات نوعية تستند إلى الشفافية والتنافسية، تستهدف تعظيم القيمة المضافة، ونقل التكنولوجيا، وتوفير فرص عمل ذات مردود اجتماعي واقتصادي واسع.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتوجه مرة أخرى بخالص الشكر والتقدير لدولة رئيس مجلس الوزراء، ولكل شركاء النجاح من القطاع الخاص، ولكل من ساهم في هذه المسيرة الممتدة على مدار 120 عامًا، فمصر ستظل دائمًا قادرة على البناء والتطوير، انطلاقًا من إرثها العريق وتطلعها المستمر نحو المستقبل.