
أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، عن جهود حثيثة لبناء جيش تطوعي محترف يضم جنودًا مخلصين، مشيرًا إلى إعادة هيكلة 130 فصيلًا ونقل تبعيتها بالكامل إلى الوزارة.
وأكد أبو قصرة خلال حوار مع قناة “الإخبارية السورية” اليوم، الاثنين 26 من مايو، أن المؤسسة العسكرية بدأت في إجراء تحول جذري نحو جيش وطني يلتزم بحماية البلاد والدفاع عن المواطنين. وأوضح أن عملية إعادة الهيكلة وصلت إلى مراحل متقدمة، وتتجه نحو الاحتلال الكامل والاحترافية.
اقرأ كمان: now كشوفات أسماء المشمولين فى الرعاية الاجتماعية بالعراق 2023 الوجبه التاسعه pdf
وأشار أيضًا: “نحن لا نرث جيشًا، بل نعيد بناءه على أسس الانضباط الوطني والكفاءة وليس الولاء.” كما لفت إلى أن وزارة الدفاع أنجزت مراجعة شاملة لتشكيلات الجيش داخل الجغرافيا السورية خلال الأشهر الماضية.
وأوضح أن إعادة هيكلة الفصائل ودمجها في وزارة الدفاع أسهمت بشكل مباشر في تحسين الأداء العسكري وتحقيق استقرار أمني في العديد من المناطق التي كانت تعاني من فوضى السلاح والانقسامات. وأكد أنه تم حل أو دمج بعض الفصائل التي لم تلتزم بالقرارات بناءً على تقييم دقيق.
التنسيق الأمني
فيما يتعلق بالعلاقة بين الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى، أفاد أبو قصرة بأن وزارة الدفاع تعمل حاليًا ضمن غرفة تنسيق متقدمة مع وزارة الداخلية وجهاز الأمن العام. الهدف هو معالجة التحديات الأمنية، بما في ذلك ملف السلاح غير المرخّص وملاحقة فلول النظام السابق.
وأضاف: “لا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي دون وجود أمن داخلي قوي ومؤسسة عسكرية منضبطة تعود إلى ثكناتها بعد أداء مهمتها.”
أنظمة جديدة في الجيش
وكشف الوزير عن انطلاق المرحلة الثانية من خطة التحوّل، التي تشمل تنظيم الرتب والهويات، وتفعيل الأطر الإدارية والمهنية داخل الجيش، مما سيساهم في نقل المؤسسة من الحالة الثورية المؤقتة إلى بنية مؤسسية مستدامة.
شوف كمان: فتح باب التسجيل للالتحاق بالقوات المسلحة الأردنية لعام 2025
وبيّن أن الجيش الجديد سيقوم على أسس علمية ومنهجية واضحة، مؤكدًا: “جيش يُبنى على الكفاءة وليس على الخطابات.”
وضع الضباط المنشقين
فيما يخص ملف الضباط المنشقين، أوضح الوزير أن الوزارة صنّفتهم إلى فئتين: الفئة الأولى تشمل الضباط الذين استمروا في عملهم ضمن الوحدات العسكرية خلال الثورة. وقد تمت مقابلتهم، حيث عاد نحو 50% منهم للخدمة، بينما سيُفعل عمل البقية خلال الشهر المقبل.
أما الفئة الثانية، فهم الضباط الذين لم يشاركوا في العمل العسكري لأسباب خاصة. وتعمل الوزارة حاليًا على مراجعة ملفاتهم تمهيدًا لإعادتهم إلى الخدمة نظرًا للحاجة الكبيرة إليهم.
إعادة تأهيل المنشآت العسكرية
وأشار وزير الدفاع إلى أن الوزارة بدأت في إعادة تأهيل المنشآت التعليمية العسكرية المتضررة خلال سنوات الحرب، بما في ذلك الكليات والمعاهد العسكرية. وقد تم تعديل المناهج لتتناسب مع الواقع الجديد وضرورات الدفاع الحديثة.
وأكد أن المؤسسة العسكرية تضم الآن 10 كليات باختصاصات متنوعة، وتهدف إلى تخريج كوادر مؤهلة علميًا ومهنيًا. وأوضح أن الهدف هو ليس فقط حماية الحدود، بل ترسيخ جيش محترف يعزز الدولة الوطنية.
ترفيعات عسكرية
فيما يتعلق بالترفيعات العسكرية، أوضح الوزير أن هناك شريحتين معنيتين بآلية الترفيع. الشريحة الأولى تتضمن ضباط الثورة المنخرطين في العمل العسكري، حيث يتم تقييم ترفيعهم من قبل لجنة مختصة وفق معايير تشمل القدم العسكري وسنوات القتال في الثورة.
أما الشريحة الثانية، فهي القادة العسكريون الذين سيدخلون الكلية العسكرية ويتخرجون منها برتبة ملازم، ثم يُعرضون على لجنة متخصصة لمنحهم رتبًا عسكرية استثنائية.
اختتم وزير الدفاع حديثه بالقول إن خطة التأهيل تشمل الضباط والأفراد على حد سواء، حيث أطلقت الوزارة برامج تدريب متخصصة ودورات لرفع الكفاءة في مختلف القطاعات العسكرية، “لتأسيس جيش لا يُبنى بالعاطفة، بل بالمهنية والاحتراف.”
في ديسمبر 2024، أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” في سوريا الاتفاق على حل جميع الفصائل العسكرية ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع. جاءت هذه الخطوة بعد سلسلة اجتماعات عقدها الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع الفصائل العسكرية لمناقشة شكل المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة.
وبعد أربعة أشهر من الاتفاق على حل جميع الفصائل العسكرية، أعلنت الوزارة، في 17 من مايو الحالي، عن الانتهاء من دمج جميع الوحدات العسكرية ضمنها. وأضاف وزير الدفاع مرهف أبو قصرة أنه أعطى مهلة أقصاها عشرة أيام للالتحاق بما تبقى من المجموعات العسكرية الصغيرة بوزارة الدفاع، معتبرًا أن أي تأخير سيتطلب اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق القوانين المعمول بها.
مرتبط
إذا كان لديك أي تعليقات أو تفاصيل إضافية حول المقال.
إذا كنت تعتقد أن المقال يتعارض مع المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية.