
تشير صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن التقارب بين الولايات المتحدة وسوريا يشكل تهديدًا للمصالح الإسرائيلية هناك، ويعرقلها.
هذا التقارب بدأ بمبادرة من الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وفريقه، بمساعدة دول إقليمية مثل السعودية وتركيا. وقد شهدت هذه العلاقة لقاءات بين الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك وزيري الخارجية من كلا البلدين، مما أدى إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
من نفس التصنيف: “هنا” anem.dz رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2024 من خلال موقع الوكالة الوطنية للتشغيل واهم الشروط المطلوبة
“غصن الزيتون”
في 25 مايو، أفادت الصحيفة الأمريكية بأن استقبال ترامب للشرع وتقديمه “غصن الزيتون” (مد اليد للسلام) قد يعقد الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا. هذا يشير إلى تغييرات بارزة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
تغيرت بوضوح السياسات الأمريكية عندما أعلن ترامب، خلال اجتماع في الرياض، رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا في 13 مايو. ومنذ ذلك الاجتماع، توقفت الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وفقًا للصحيفة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تُعتبر “أقوى وأوثق حليف لإسرائيل”، فإن احتضان ترامب المفاجئ للشرع قد يقوض جهود الحكومة الإسرائيلية المتشددة، التي تسعى لاستغلال حالة الفوضى في سوريا لتقوية موقفها العسكري ومنع نشوء دولة معادية بالقرب منها.
ومن جهتها، أوضحت كارميت فالنسي، الباحثة في معهد “دراسات الأمن القومي الإسرائيلي”، أن إسرائيل تحمل شكوكًا جدية حول النوايا الحقيقية للرئيس السوري، والصورة الواقعية التي يسعى لإظهارها.
في الوقت نفسه، يرى يعقوب أميدرور، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، أن “ما تخشاه إسرائيل هو تكرار تجربة الحوثيين في سوريا”. فحركة أنصار الله الحوثيين، التي تطلق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية من اليمن دعما لغزة، قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.
يكمن الخوف الإسرائيلي في احتمالية أن تتمكن مجموعات “أكثر تطرفًا من الدروز” من بناء قاعدة عسكرية بالقرب من إسرائيل، ما يُهدد المستوطنات اليهودية في مرتفعات الجولان وقد يؤدي إلى هجمات داخل العمق الإسرائيلي.
الوجود التركي
بحسب الصحيفة، فإن العلاقات بين إسرائيل وتركيا شهدت توترات متكررة على مر السنين. وقد سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تعزيز نفوذه العسكري والسياسي في سوريا، مبرزًا نفسه كحليف وثيق للحكومة في دمشق.
مواضيع مشابهة: طريقة سهلة لتحديث البطاقة التموينية في العراق بخطوات بسيطة
وحذر يعقوب أميدرور من أنه إذا حاول الأتراك تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية لهم ودعموا نظام الشرع في بناء قدراته العسكرية، فقد نواجه صراعًا بين تركيا وإسرائيل. وأعرب عن إحباطه من تصرفات ترامب في الشرق الأوسط، خاصة فيما يخص إيران وسوريا، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي يدعم أردوغان في تعزيز سيطرته هناك.
ومع ذلك، قد تؤدي جهود الولايات المتحدة للتقارب مع سوريا إلى تقويض الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في البلاد.
في 24 فبراير، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أنه سمع حديثًا عن انتقال السلطة في سوريا، واعتبر ذلك “سخيفًا”. وأكد أن الحكومة الجديدة في سوريا تتكون من جماعات إرهابية جهادية من إدلب، التي استولت على دمشق بالقوة. ورغم ترحيبهم برحيل الأسد، يجب أن يتعاملوا مع الواقع الجديد.
على الرغم من ذلك، أثار حجم ووتيرة الهجمات الإسرائيلية على سوريا انتقادات دولية، بما في ذلك من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال في 7 مايو: “ممارسات إسرائيل في سوريا سيئة، ولا يمكنها ضمان أمنها من خلال تقويض سيادة دولة أخرى”.
بعد سقوط نظام الأسد، عززت القوات الإسرائيلية وجودها في الأراضي السورية، معتبرة أن ذلك ضروري لحماية أمنها القومي.
مرتبط
إذا كنت تعتقد أن المقال يحتوي على معلومات غير دقيقة أو لديك تفاصيل إضافية.
إذا كنت تعتقد أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية.