
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تواصل جهودها في الاستثمار في تعزيز قدراتها الرقمية، وتبني التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، من خلال تنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء مصر الرقمية.
الاتصالات القطاع الأعلى نموًا
وأضاف أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي في مصر، مشيرًا إلى أن هذا القطاع هو الأعلى نموًا بين قطاعات الدولة، بمعدل نمو سنوي بلغ 16%، كما تضاعفت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات السبع الماضية لترتفع من 3.2% إلى 6%.
ممكن يعجبك: تصميم العملات الورقية غير القابلة للاستبدال في البنوك
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور عمرو طلعت خلال مشاركته في جلسة بعنوان “تسريع التحول الرقمي في مصر من خلال الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي”، ضمن فعاليات منتدى قادة السياسات بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة لعام 2025، بحضور عمر مهنا، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، بالإضافة إلى عدد من قيادات الشركات التكنولوجية العالمية.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن المواطن هو محور اهتمام استراتيجية مصر الرقمية، التي تهدف إلى تمكينه من الوصول إلى الخدمات الرقمية، وتنمية مهاراته الرقمية، بما يعزز فرص حصوله على وظائف متميزة؛ مشيرًا إلى أنه يتم توفير مجموعة متنوعة من برامج بناء القدرات الرقمية التي تستهدف جميع المواطنين من مختلف المراحل العمرية، موضحًا أن عدد المتدربين ارتفع من 4 آلاف في عام 2018 إلى 500 ألف متدرب سنويًا حاليًا.
من نفس التصنيف: ” الحق اتجوز ” سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024 في منتصف التعاملات
وأكد حرص الوزارة على توفير برامج تعليمية متقدمة لإعداد كوادر رقمية متخصصة من خلال إنشاء مدارس “WE” للتكنولوجيا التطبيقية، والتي بلغ عددها حتى الآن حوالي 19 مدرسة في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تُعد أول جامعة متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إفريقيا.
وأشار إلى أنه يتم العمل على تهيئة بيئة محفزة للابتكار الرقمي وريادة الأعمال في جميع أنحاء الجمهورية من خلال نشر مراكز إبداع مصر الرقمية، والتي بلغ عددها حتى الآن حوالي 24 مركزًا في 20 محافظة.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن مصر تُعتبر مركزًا عالميًا لتصدير خدمات التعهيد، بفضل ما تمتلكه من مقومات تنافسية عززت ثقة الشركات العالمية في توسيع استثماراتها في مصر؛ مشيرًا إلى زيادة عدد الشركات العاملة في مجال التعهيد في مصر بنسبة 180% منذ عام 2021، لترتفع من 64 شركة إلى أكثر من 180 شركة، قامت بإنشاء أكثر من 200 مركز لخدمات التعهيد، كما ارتفعت صادرات خدمات التعهيد بنسبة 80% خلال 3 سنوات؛ مؤكدًا اهتمام الدولة بتوطين صناعة الإلكترونيات من خلال توفير بيئة مناسبة للشركات للاستثمار في هذا المجال في مصر.
وأشار إلى أن هناك حاليًا 9 شركات تقوم بتصنيع الهواتف المحمولة في مصر، ومن المستهدف إنتاج أكثر من 9 ملايين هاتف محمول خلال العام الجاري، مع تحقيق قيمة مضافة محليًا تتجاوز 40%.
جهود تطوير البنية التحتية الرقمية
وذكر الدكتور عمرو طلعت أن مصر تعبر أراضيها أكثر من 90% من حركة البيانات بين قاري آسيا وأوروبا، حيث يبلغ عدد الكابلات البحرية الدولية التي تمر عبر مصر 20 كابلًا، من بينها 5 كابلات قيد الإنشاء، بالإضافة إلى 10 محطات إنزال، مع خطة لإنشاء محطتين إنزال إضافيتين خلال العام المقبل؛ مشيرًا إلى جهود تطوير البنية التحتية الرقمية في كافة أنحاء الجمهورية من خلال مد كابلات الألياف الضوئية وإنشاء أبراج المحمول.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أن التحول الرقمي يمثل أحد المحاور الرئيسية لبناء مصر الرقمية، موضحًا أنه تم إتاحة أكثر من 200 خدمة حكومية رقمية للمواطنين، كما تُنفذ العديد من المشروعات التي تستهدف رقمنة العمليات الحكومية، ومنها مشروع رقمنة منظومة التأمين الصحي الشامل، وأتمتة نظام حيازة الأراضي الزراعية، موضحًا الجهود المبذولة لتهيئة البيئة التشريعية وتبني السياسات اللازمة لتحقيق حوكمة مؤسسية فعالة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى جهود الدولة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تم إطلاق النسخة الأولى منها في عام 2019، واستكمال هذه الجهود من خلال النسخة الثانية للاستراتيجية التي تم إطلاقها في بداية العام الجاري.
وأوضح أن النسخة الثانية من الاستراتيجية تهدف إلى إقامة صناعة للذكاء الاصطناعي مدعومة بالحوكمة والتكنولوجيا والبيانات والبنية التحتية والنظام البيئي والمهارات، لضمان استدامتها وقدرتها التنافسية بما يعزز التنمية في مصر؛ موضحًا أنه يتم تنفيذ عدد من المشروعات لتطوير تطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول مبتكرة في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك تطبيقات للترجمة الآلية، وتطوير منظومة التقاضي، والكشف المبكر عن بعض الأمراض، والاعتماد على صور الأقمار الصناعية لتحديد حدود الأراضي الزراعية، والتركيب المحصولي.
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
واستعرض الدكتور عمرو طلعت أبرز التطورات التي شهدتها مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تعكس النمو المتسارع للقطاع؛ حيث جاءت مصر في التصنيف (A) بمؤشر جاهزية الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، كما صنفت ضمن المستوى “المتقدم” في مؤشر الأداء التنظيمي للاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، وتتصدر مصر دول القارة في ترتيب متوسط سرعة الإنترنت الثابت.
كما تُعد أسعار خدمات الإنترنت الثابت في مصر من بين الأقل على مستوى إفريقيا؛ لافتًا إلى تقدم ترتيب مصر 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة في الذكاء الاصطناعي خلال الفترة من 2019 إلى 2024، كما تُعتبر مصر ضمن أفضل ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث البيئة الداعمة لنمو الشركات الناشئة وريادة الأعمال.
وتعزيزًا لجهود الدولة في إعداد الكفاءات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ شهد الدكتور عمرو طلعت خلال فعاليات المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشركة IBM بهدف التعاون في تدريب وتأهيل 20 ألف متدرب سنويًا بإجمالي 100 ألف متدرب على مدار 5 سنوات، إلى جانب التعاون في تعزيز الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي
وقع مذكرة التفاهم المهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي، والمهندسة مروة عباس المدير العام لشركة IBM بشمال شرق إفريقيا، بحضور السيد سعد توما المدير العام لشركة IBM بالشرق الأوسط وأفريقيا.
تنص مذكرة التفاهم على توفير تدريب متخصص من خلال IBM SkillsBuild، وهي منصة تعليمية مجانية تهدف إلى تسهيل الوصول إلى المهارات التقنية والمهنية المطلوبة في سوق العمل المستقبلي، من خلال مسارات تعليمية تأسيسية ومتقدمة في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دورة في الحوسبة الكمية. وتوفر المنصة للمتدربين شهادات اعتماد رقمية معترف بها في مجالات عالية الطلب مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني.
يستهدف البرنامج التدريبي شرائح متعددة تشمل الطلاب، والباحثين عن فرص عمل، والمهنيين، ويوفر موارد متخصصة للإرشاد المهني، وتأهيل المسار الوظيفي، ومشاريع عملية.
ستدعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هذا التعاون من خلال إتاحة أماكن التدريب، وتنسيق اختيار المجموعات والأفراد المؤهلين، مثل المواهب الشابة والمطورين والمسؤولين وموظفي القطاع العام والخاص والفنيين والخبراء، لحضور ورش العمل والبرامج التدريبية، ودمج IBM في الفعاليات الوطنية الرئيسية ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي.
كما تنص مذكرة التفاهم على مساهمة IBM في تبادل المعرفة ونقل أفضل الممارسات العالمية بشأن أحدث توجهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المتقدمة في مختلف القطاعات، فضلًا عن تعزيز الوعي بالميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول.
دفع مسيرة التحول الرقمي وتحقيق النمو الاقتصادي
وفي هذا السياق، أكد الدكتور عمرو طلعت أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أحد الأهداف المحورية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والمتمثل في توسيع قاعدة المهارات والكفاءات والخبرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يعزز الجهود المبذولة لتعظيم الاستفادة من إمكانيات تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع مسيرة التحول الرقمي وتحقيق النمو الاقتصادي.
وأضاف أن هذا التعاون يأتي في إطار حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على إقامة شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية للاستفادة من خبراتها في صقل الكوادر المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي.
ومن جانبها، قالت المهندسة مروة عباس “تعكس هذه المذكرة التزام شركة IBM المتواصل بدعم مسيرة التحول الرقمي في مصر. ومن خلال منصة IBM SkillsBuild، نعمل على سد فجوة المهارات الرقمية، وتمكين الشباب، وتعزيز ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية والمسؤولة. نحن نتعاون بشكل وثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لصياغة مستقبل رقمي أكثر مرونة واستدامة، قائم على الابتكار وتنمية الكفاءات الوطنية.”
مبادرة تسريع تبني الذكاء الاصطناعي
كما شهدت فعاليات المنتدى الإعلان عن مبادرة تستهدف تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية وتمكين مصر من الريادة في تطبيق التقنيات الحديثة؛ وتُنفذ هذه المبادرة بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزارات المعنية ذات الأولوية وغرفة التجارة الأمريكية في مصر وشركات التكنولوجيا الأمريكية ومجتمع الأعمال المصري والأمريكي المهتم بالذكاء الاصطناعي.
تتضمن محاور عمل المبادرة التعاون في دعم الشركات الناشئة من خلال توفير التمويل والتوجيه والتشبيك مع المستثمرين، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما تشمل المبادرة التعاون في بناء القدرات الرقمية من خلال إعداد وتطوير برامج تدريبية، وإدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتبادل الخبرات الدولية في هذا المجال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ مشاريع تجريبية مشتركة ومتابعة نتائجها، وعقد شراكات بين الشركات من مختلف القطاعات لتطوير حلول مبتكرة.
تسعى المبادرة أيضًا لتنظيم حملات للتوعية حول مزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن التعاون في حوكمة الذكاء الاصطناعي عبر تنظيم منتديات وورش عمل لوضع أطر أخلاقية وتنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر.
وسيتم تشكيل لجنة تنفيذية للمبادرة تتضمن جميع شركاء المبادرة، على أن تجتمع بشكل دوري لضمان متابعة التنفيذ والتنسيق المستمر.