
أقرّ رئيس المحكمة، دافيد دو با، بأن “الأحكام ليست قاسية بشكل مبالغ فيه”، حيث كانت النيابة العامة قد طالبت بعقوبة الحبس لمدة عشر سنوات لللصوص الذين اقتحموا الدارة الفندقية لكيم كارداشيان في باريس ليلة 2 إلى 3 أكتوبر 2016.
وقال القاضي للمتهمين، الذين بدوا متأثرين: “تم اتخاذ هذه الأحكام بعد فترة من الزمن عن هذا الحدث الخطير الذي أثر بشكل عميق على الأطراف المدنية، وأتفهم أنكم تدركون أنكم تسببتم في ضرر”.
اقرأ كمان: الأردن يؤجل أقساط القروض حتى مايو 2025 ويحقق ارتياحاً بين المواطنين
أوضح القاضي أن محكمة الجنايات أخذت في اعتبارها “الوقت الذي مضى”، بالإضافة إلى الحالة الصحية للمشاركين الرئيسيين، مشيراً إلى أنه “من الأخلاقي عدم سجن أي شخص بناءً على أوضاعهم الصحية، ولذا كان من الظلم أن نأخذكم إلى السجن هذا المساء”.
بعد رفع الجلسة، احتضن المتهمون ذويهم وغادروا قاعة المحكمة تدريجياً، حاملين معهم الحقائب التي كانوا قد أعدوها تحسباً لإمكانية حبسهم.
وعبرت كارداشيان عن رضاها عن الحكم، مؤكدة أنها ترغب في “طي هذه الصفحة”. وأعربت في بيان صادر عن وكلائها عقب النطق بالحكم عن “امتنانها العميق للسلطات الفرنسية على جهودها في تحقيق العدالة” في القضية.
وأضافت: “كانت هذه الجريمة تجربة مرعبة بالنسبة لي، وتركت أثراً دائماً في حياتي وحياة عائلتي. على الرغم من أنني لن أنسى ما حدث أبداً، إلا أنني أؤمن بقوة النمو والمسؤولية، وأدعوا بالشفاء للجميع”.
وقد تم إدانة أربعة رجال بتهمة احتجاز كيم كارداشيان تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى اختطافها وسرقة مجوهرات بقيمة تقارب عشرة ملايين دولار.
حُكم على “العقل المدبّر” لعملية السطو، عمر آيت خداش (69 عاماً)، بالسجن ثماني سنوات، منها خمس مع وقف التنفيذ. أما بالنسبة للجزء الذي يقضي به في السجن، فقد أمرت المحكمة بدمجه مع عقوبة أخرى يقضيها حالياً، مما يعني أنه لن يعود إلى السجن مجدداً.
كان خداش، المعروف بـ”عمر العجوز”، يتابع جلسات المحاكمة التي استمرت لأربعة أسابيع من خلال قراءة نص على شاشة توضح تفاصيلها.
أما ديدييه دوبروك (69 عاماً) الذي غاب عن الجلسة بسبب خضوعه لعلاج كيميائي لمصابته بالسرطان، فقد حكم عليه بالحبس سبع سنوات، قضى منها اثنتين في الحبس الاحتياطي. وينطبق نفس الوضع على يونس عباس (71 عاماً) الذي خضع لعملية جراحية في القلب وهو في الحبس الاحتياطي ويعاني من مرض باركنسون.
توجه القاضي بالحديث إلى المتهمين، قائلاً: “لقد سببتم ضرراً كبيراً ومن المؤكد أن الصدمة ستظل مع الضحايا مدة طويلة”.
وأضاف: “حتى لو لم تعتدوا جسدياً، فقد أخفتم الناس”. وتابع: “لم يقدم أي منكم ما يثير الشكوك بشأن أعادة بناء حياته خلال السنوات التسع الماضية، بل اتخذتم خطوات لإعادة اندماجكم”.
تبرئتان
برأت المحكمة غاري مادار (شقيق سائق كارداشيان) وصديقه فلوروس إيروي، معتبرةً، خلافاً لرأي النيابة العامة، أنه لا توجد “جاسوس” قدم معلومات قيمة عن تحركات نجمة تلفزيون الواقع، وبالتالي ليس لهما علاقة بالقضية.
وكانت المدعية العامة آن دومينيك ميرفيل قد حثّت القضاة على عدم الوثوق بالمظاهر، مشيرة إلى أن هؤلاء “الرجال والنساء كبار السن” كانوا في السابق “لصوصاً محترفين في الجريمة المنظمة”.
وأكدت كيم كارداشيان، نجمة تلفزيون الواقع، أثناء شهادتها أمام محكمة الجنايات في باريس أن لديها القدرة على التسامح مع أحد مهاجميها، لكنها شددت على أن ذلك “لا يغير شيئاً في الصدمة” التي واجهتها. وراوت تفاصيل عملية السطو.
خلال إدلائها بشهادتها الأسبوع الماضي، قبلت اعتذار المتهم الرئيسي، خداش، وبتأثر قالت له: “أنا أسامحك”، بالرغم من أن ذلك “لا يغير شيئاً في الصدمة”. وأضافت: “أنا أؤمن بالفرصة الثانية”.