حذر البنك المركزي الأوروبي من أن اقتصادات منطقة اليورو قد تواجه خسائر فادحة نتيجة لتزايد موجات الجفاف، حيث يمكن أن تصل تلك الخسائر إلى حوالي 1.3 تريليون يورو، ما يعادل 15% من الناتج الاقتصادي في تلك المنطقة، وقد أعد البنك دراسة توضح الوضع الراهن، مشيرًا إلى تخصيص هذا المبلغ كقروض للقطاعات الأكثر تضررًا من نقص المياه، مثل الزراعة والتصنيع والمناجم والتشييد.
من نفس التصنيف: “الجولد وصل لكام” سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم الاحد الموافق 25 اغسطس 2024 في محلات الصاغة
تأتي هذه التحذيرات في وقت اشتدت فيه الحملات السياسية المناهضة للسياسات البيئية، بالإضافة إلى الضغوط من الجانب الأمريكي لتخفيف التدابير المتعلقة بالطاقة النظيفة، وأفاد عضو المجلس التنفيذي في البنك المركزي الأوروبي، فرانك إلدرسون، بأن المشكلات المرتبطة بندرة المياه وجودتها أصبحت قضايا أساسية تؤثر على القيمة الاقتصادية.
وقدم إلدرسون مثالاً صارخًا عن تأثير موجات الجفاف على مناطق زراعة زهور التيوليب في هولندا، حيث أصبحت بعض المناطق غير ملائمة لزراعة أي نبات نتيجة للجفاف المستمر، وقد أشار إلى أن ربيع 2025 قد يكون الأكثر جفافًا في التاريخ الحديث للمملكة، متجاوزًا المستوى القياسي للجفاف السابق.
في نفس السياق، أظهرت أبحاث البنك أن الزراعة في دول جنوب أوروبا هي الأكثر عرضة للمخاطر، حيث تصل نسبة الخطر إلى 30% من الناتج الزراعي، بينما تنخفض النسبة في الدول الشمالية مثل فنلندا إلى 12%، وتأتي هذه المعلومات في وقت يشهد فيه الاقتصاديون مبالغة في تقدير المخاطر الناتجة عن تدهور البيئة والموارد الطبيعية.
كما أشار باحثون من شركة أوليانز الألمانية إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان تعتمد بدرجة كبيرة على خدمات النظام البيئي، مثل المياه النظيفة والتربة الخصبة، حيث تمثل تلك الخدمات نحو 10 إلى 13% من ناتجها الإجمالي، ومن المتوقع أن يتعرض الاقتصاد العالمي لانكماش قدره 2.3% نتيجة لتراجع جودة البيئة.
مواضيع مشابهة: مفاجأة: وزير الاستثمار يكشف عن انتهاء حصر الرسوم غير الضريبية على المستثمرين
تؤكد هذه الدراسة على أهمية دور البنوك المركزية في مواجهة المخاطر المناخية وكيفية تأثيرها على الأنظمة المالية، حيث أصبح هذا الموضوع موضع جدل واسع بين الاقتصاديين وصناع القرار، ويزداد تعقيدًا بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما أدى إلى تراجع بعض السياسات الموجهة نحو حماية البيئة.