
ظهر مدرب فريق ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، في مؤتمر صحفي يُعتبر الأخير له كمدرب للفريق الملكي، حيث ناقش خلالها مباراة الغد ضد ريال سوسيداد في ختام الدوري الإسباني.
وقال أنشيلوتي: “هذه أيام مميزة جدًا. إنها مباراتي الأخيرة، وعادةً ما تراودني الكثير من المشاعر عندما تنتهي مرحلة أو فترة من حياتي. هذا ما أشعر به هذه الأيام، لكنني لست حزينًا. أشعر بالسعادة لأن مرحلة مثيرة للإعجاب في مسيرتي المهنية تقترب من نهايتها”.
ممكن يعجبك: “قائمة أسماء”.. بيراميدز في رحلة مثيرة إلى جنوب أفريقيا لمواجهة نادي أورلاندو بايرتس
وأضاف: “لقد بذلت كل ما بوسعي من أجل هذا النادي. كان حتمًا أن يحل هذا اليوم، وأود أن أوجه الشكر لكل من عمل معي. لقد عشت أوقاتًا رائعة هنا. لقد تلقيت الكثير من الحب والدعم. عملت مع لاعبين رائعين. هذه الفترة الطويلة تقترب من نهايتها، وقد انتهت بتفاهم كامل مع النادي. لم يحدث أبدًا أن خضت جدالًا مع رئيسي، وعسى أن لا يحدث هذا في آخر يوم لي”.
وتابع: “أنا فخور بفرصة تدريب هذا النادي ودخول تاريخ رياضة كرة القدم. لم يكن هناك وداعٌ أفضل من المشاعر الطيبة التي أكنها للنادي والمشاعر المتبادلة. الآن، يبدأ عهدٌ جديدٌ مع نفس الحماس والرغبة التي شعرت بها عندما شرعت في رحلتي هنا على مرتي. كانت فترة ناجحة، حققنا فيها العديد من الانتصارات. ومن إنجازاتي أيضًا إجراء أكثر من 700 مؤتمر صحفي معكم، رغم أن أسئلتكم لم تكن دائمًا ممتعة!”
واستطرد: “سيكون الوداع لحظة جميلة للغاية. إنها أيام مؤثرة وقد تحدثت مع اللاعبين وكل من عملت معهم على مر السنين. تربطني بهم علاقات طيبة، وقد أنشأنا بيئة عمل ممتازة بفضل جهود الجميع. أنا إنسان عاطفي، مثل جدي ووالدي. سيكون غدًا مؤثرًا، وإن بكيت، فلن أخفي ذلك؛ فلا مشكلة في ذلك. أشارك هذا اليوم الرائع مع لوكا مودريتش، الذي يُعتبر أسطورة ولاعبًا عظيمًا، وساندني في الكثير من اللحظات. وداعه سيكون جميلاً جدًا”.
وعند الحديث عن تولي تشابي ألونسو مهمة تدريب الفريق، قال: “أتمنى له كل التوفيق، فهو مدرب يمتلك جميع المؤهلات لقيادة هذا النادي. استمتعوا بذلك”.
وعن أجمل لياليه في البرنابيو، أوضح: “هناك الكثير من الليالي الرائعة! من الصعب اختيار واحدة، لكنني سأختار الريمونتادا لأنها ما زالت تحمل غموضًا، بالإضافة إلى المباريات ضد باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وتشيلسي. ستبقى تلك الليالي خالدة في الذاكرة”.
وأكمل حديثه قائلاً: “أنا متحمس جدًا لتولي تحدٍ كبير مثل تدريب المنتخب البرازيلي، البطل الذي حقق كأس العالم خمس مرات. إنه تحدٍ رائع، وأحب أن أستعد لكأس العالم مع البرازيل”.
وحول إمكانية العودة لريال مدريد بعد فترة تدريبه مع البرازيل، علق: “هذه أمور لا أعلمها (يبتسم). لا أشعر برغبة في تدريب نادٍ آخر، أو لم أشعر بذلك حتى الآن بعد ريال مدريد. قلت ما شعرت به، وأتمسك بذلك. أما عن المستقبل، فلا أستطيع الجزم، والأهم أن يحقق ريال مدريد نتائج جيدة”.
وعن تطوره كمدرب، أشار: “لقد تغيّرت، ووعيت أنه إذا لم أتكيف فلن أحقق نجاحات جديدة. في هذه المرحلة الثانية، كان معي طاقم تدريبي شاب يمتلك الحماس للطاعة والتعلم. أصبح الإعداد للمباريات أكثر تحليلًا مقارنةً بما كان عليه قبل 20 عامًا. لكن كان لدي فريق عمل مثير، وقد منحني الدافع للتطور. أنا الآن مختلف عن عامي 1995 و2013”.
وانتقل للحديث عن ندمه على أي قرار اتخذه، قائلًا: “لا، لا أشعر بالندم (يضحك). أدرك أنني ارتكبت الكثير من الأخطاء، لكن لا أستطيع تحديد أي منها كان الأكثر تأثيرًا. لكن لا شيء من هذه الأخطاء جعلني أفتقد النوم في الليل”.
واستطرد: “كيف تريد من الناس أن يتذكروني؟ يمكن الحكم عليّ من خلال أعمالي، وليس هناك مشكلة في ذلك. لكنني أريد أن لا يتذكرني الناس كشخص سيء”.
واختتم: “هل هذه نهاية حقبة؟ ربما ترى أن الجيل الذهبي يقترب من نهايته مع مودريتش، رغم غياب كارفخال، لكن هذا الجيل، مثل كل شيء، لابد أن ينتهي في مرحلة ما. لقد رحل الكثيرون: كاسيميرو، كريستيانو رونالدو، راموس وبنزيما… لكن ريال مدريد سيستمر كأفضل نادٍ في العالم”.