عهد مبتكر جديد.. اجتماع الرياض يرسم مسار الذكاء الاصطناعي

عهد مبتكر جديد.. اجتماع الرياض يرسم مسار الذكاء الاصطناعي

متحدثًا في الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، أعلن المشاركون عن مجموعة من المبادئ الرائدة في توظيف إدارة البحث العلمي وتعزيز الإبداع الجماعي، بهدف التصدي للتحديات على المستويين الوطني والدولي. وقد أسس البيان الختامي للمجلس الذي عُقد في العاصمة الرياض من 18 إلى 22 مايو الجاري، لعهد عالمي جديد يرتكز على الاستخدام المسؤول والآمن للذكاء الاصطناعي، مما يسهم في إعادة تشكيل مستقبل الإنتاج المعرفي. كما انطلق من هذا العهد لتعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أنظمة الذكاء الاصطناعي

أكد البيان على أهمية الشفافية كركيزة أساسية لتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة البحث العلمي، مشددًا على ضرورة الكشف عن آليات عمل هذه الأنظمة واستخداماتها، إضافة إلى طريقة تخزين ومعالجة بيانات المستخدمين. وطالب بأن تكون كافة القرارات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي خاضعة للمراقبة البشرية والتفسير المنطقي. كما دعا البيان إلى تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات البحثية لتبادل الخبرات، ودعم المناطق ذات الإمكانات المحدودة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتصميم أنظمة تراعي التنوع لضمان اتخاذ قرارات عادلة وشاملة تدعم الباحثين والمجتمعات العلمية.

دعم الأبحاث

أوصى أعضاء مجلس البحوث العالمي بضرورة رفع مستوى الوصول العادل إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة. وأكدوا على أهمية دعم الأبحاث لتطوير نماذج تستهلك موارد أقل، حيث يسهم ذلك في تقليص الفجوة الرقمية وتحقيق التنمية المستدامة، ودعوا وكالات تمويل البحوث إلى تعزيز نماذج الذكاء الاصطناعي المجانية ومفتوحة المصدر، وإتاحتها لوكالات التمويل الأخرى. وكان من الضروري دعم المشاريع التي تركز على بناء نماذج ذكاء اصطناعي تحتاج إلى طاقة حسابية أقل، مع ضمان الثقة العامة من خلال نشر التوضيحات حول كيفية تدريب الأنظمة وطرق معالجة بيانات المستخدمين.

معايير الخصوصية والأمان

شدد البيان على أهمية نشر بيانات تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الالتزام بمعايير الخصوصية والأمان، مع ضرورة إجراء تقييمات مستمرة لنظم إدارة البحوث ونشر نتائجها لزيادة الوعي بحدودها. وطرح فكرة إنشاء فريق عمل متخصص في الذكاء الاصطناعي يمتلك مستوى عالٍ من النضوج في استخدام هذه التقنيات. وفيما يتعلق بالتعاون الإبداعي، أوصى البيان بتحقيق مبادئ الشمولية والعدالة لضمان توفير فرص متكافئة لكافة المجتمعات، والمشاركة الفعلية لأصحاب المصلحة في جميع مراحل المشروع البحثي، من التخطيط إلى التقييم، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة العلمية وبناء القدرات المجتمعية لضمان المشاركة الهادفة للجميع. كما دعا لدعم المشاريع التي تجمع بين التخصصات المختلفة وتعزز المعرفة العلمية والتقنية، مع إشراك الجمهور في جمع وتحليل البيانات لتعزيز الشفافية والمصداقية المجتمعية للبحوث.

تعزيز الشفافية

أوصى البيان بالاستفادة من التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء لتعزيز الشفافية وتحسين إدارة المشاريع المشتركة، مشددًا على أهمية مراعاة الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية في تمويل تلك المشاريع. كما دعا لوضع مؤشرات لقياس الأثر المستدام لتلك المشاريع، وتأسيس هياكل تنظيمية واضحة تضفي مزيدًا من الشفافية. كما تضمن البيان دعوات لمؤسسات تمويل البحوث لتبني استراتيجيات تضمن تنفيذ مبادئ العمل الإبداعي المشترك، مثل إنشاء بيئات رقمية متعددة اللغات تدعم التعاون الدولي، وتمويل مرن، وتطوير أطر تشريعية تدعم الابتكار التشاركي.

لقد حظى الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، الذي استضافته المملكة كحدث عالمي فريد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة واسعة تجاوزت 200 مشارك من 66 دولة، بما في ذلك 54 رئيسًا لمنظمات بحثية، إضافة إلى قادة وخبراء من مؤسسات تمويل البحث العلمي والابتكار.