
مع نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عرضت دور السينما فيلم “اغتيال مدرسة”، الذي تألقت فيه نبيلة عبيد مع هشام سليم وصابرين. وقد حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ونال العديد من الجوائز.
اقرأ كمان: عمرها 115 سنة، إليك سر بقائها شابة!
لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا الفيلم كان له كواليس مثيرة للغاية، كما رواها الكاتب الراحل مصطفى محرم، مؤلف الفيلم، في الجزء الرابع من مذكراته التي تحمل عنوان “حياتي في السينما”، والتي اطلعت عليها “العربية.نت”.
ممكن يعجبك: ضرورة الاجتهاد الشخصي في التسويق الذاتي للجيل الجديد
بداية الفكرة
روى محرم أن صديقه المخرج أشرف فهمي أبلغه برغبة الفنانة سميرة أحمد وزوجها المنتج صفوت غطاس في تقديم فيلم جديد معًا، بعد نجاح فيلم “امرأة مطلقة”. وبعد ذلك، قدم أشرف فهمي لمصطفى فكرة عامة عن ناظرة مدرسة تواجه العديد من المشاكل مع طلابها، مما أثار حماس محرم، الذي اعتبر أن هذه الفكرة تحمل الكثير من التفاصيل الدرامية المثيرة.
تحولات في الإنتاج
لكن حدث خلاف بين المخرج أشرف فهمي والمنتج صفوت غطاس، مما أدى إلى عدم تنفيذ العمل مع سميرة أحمد. بعد ذلك، أخبر أشرف فهمي محرم أن المنتج حسين القلا هو من سيتولى إنتاج الفيلم.
بدأ مصطفى محرم في كتابة السيناريو وأجرى بعض التعديلات دون التفكير في البطلة. لكن المخرج أشرف فهمي تحدث مع الفنانة شهيرة حول الإطار العام للفيلم، مما جعلها تتحمس للعمل وتطلب أن تكون هي البطلة.
الاختلافات حول البطولة
تحدث مصطفى محرم في مذكراته عن عدم حماسه لهذه الفكرة، ولم يناقشها مع المخرج في ذلك الوقت، لكن أشرف فهمي كان يسمح لشهيرة بقراءة كل جديد يكتب في السيناريو. وعندما انتهى محرم من الكتابة، أخبر زميله بأنه متردد في قبول شهيرة كبطلة، ليخبره أشرف فهمي أن شهيرة تعرض عليه الحصول على 3 آلاف دولار كمنحة تشجيعية بالإضافة إلى أجرها، وهو ما اعترف محرم أن نبيلة عبيد كانت تفعله معه عندما ينجح فيلم لهما.
مفاجآت قبل الإنتاج
ثم حدد المنتج حسين القلا موعدًا مع مصطفى محرم وأشرف فهمي، لكنهما فوجئا برسالة منه قبل الموعد تخبرهما بأن السيناريو المكتوب لا يستحق حتى المناقشة. لكن محرم اكتشف لاحقًا أن الخطاب لم يكن من المنتج نفسه، بل من أحد مساعديه.
بعد قراءة الخطاب، أعلن أشرف فهمي أنه سينتج الفيلم. وعندما قررا الثنائي اختيار الأبطال بشكل رسمي، اقترح محرم نبيلة عبيد لتكون البطلة، مما أثار غضب المخرج أشرف فهمي. وقد فسر محرم ذلك بأن فهمي كان يحب نبيلة عبيد بجنون، لكن هذا الحب كان من طرف واحد، وبعد زواجه لم يعد يرغب في رؤيتها.
خلافات وتوترات
تصاعد الخلاف بين الثنائي وحدثت مشادات بينهما، لكن المخرج ذهب إلى منزل صديقه واعتذر له أمام زوجته وصديقه محسن علم الدين، ورضخ لرغبته في إسناد البطولة لنبيلة عبيد، خاصة أن نجوميتها ستساعد في نجاح الفيلم، كما أنها وافقت على التنازل عن جزء كبير من أجرها لصالح الإنتاج.
على الرغم من ذلك، لم يكن المخرج لطيفًا أو مجاملًا مع نبيلة عبيد، وحدثت أزمة بعد أن طلبت استخدام مدير التصوير المفضل لديها، لكنه في النهاية رضخ لهذا الطلب.
اختيار الأبطال
كما تم اختيار فريد شوقي لدور الأب، وأرسلا له النص، لكنه رد بخطاب شديد اللهجة يشكو من ترشيحه للدور الصغير، وأكد أنه لم ينم طوال الليل بسبب هذا الأمر. وتحدث محرم في مذكراته عن أن فريد شوقي كان يقبل بأدوار يمكن أن يؤديها ممثلون من الدرجة الثانية والثالثة فقط من أجل المال، نظرًا لالتزاماته المالية الكبيرة.
اتصال غير متوقع
وفي اليوم الأول من عرض الفيلم، امتلأت دار العرض بالجمهور، لكن المؤلف فوجئ باتصال من المخرج في اليوم التالي، حيث طلب منه الحضور إلى منزله بغضب. وعندما ذهب، فوجئ بأن المخرج يريد تعديل نهاية الفيلم وطرح نسخة جديدة. وأخبره أن هذه كانت نصيحة زوجته، مما أثار غضب محرم، الذي تركه. ثم اتصل المخرج بمديري دور العرض، الذين طلبوا منه عدم اتخاذ هذا القرار في ظل النجاح الذي حققه العمل.