
انطلقت في العاصمة الرياض اليوم، أعمال الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ()، وهيئة البحث والتطوير والابتكار، بالشراكة مع مجلس والتكنولوجية بجمهورية تركيا “توبيتاك”. شهد الاجتماع مشاركة 200 ممثل من 66 دولة حول العالم، بما في ذلك 54 رئيسًا للمنظمات البحثية، إلى جانب قادة وخبراء مؤسسات تمويل البحث العلمي والابتكار. وأكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ونائب رئيس مجلس محافظي مجلس البحوث العالمي ممثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منير بن محمود الدسوقي، في كلمته، أن استضافة المملكة للاجتماع الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الابتكار العالمي.
مواضيع مشابهة: موعد إيداع الضمان الاجتماعي المطور دفعة 41 مايو 2025 لا يفوتك!
الحدث العالمي
وأوضح الدسوقي أن الحدث العالمي الذي يُعقد في “الكراج” يُعدّ رمزًا للتحول الذي تقوده رؤية المملكة الطموحة (2030). إذ تم استثمار الموقع الذي كان مخصصًا لمواقف السيارات ليصبح أكبر حاضنة للتقنيات العميقة في المنطقة، مما يتيح الوصول إلى أكثر من 100 مختبر ومعمل وطني. ويهدف هذا التحول إلى تمكين القطاع البحثي من تحويل مخرجات البحوث التطبيقية من المختبر إلى السوق، وتسريع الابتكار. وأشار إلى أن هذا المشروع يعكس التحول السريع الذي تشهده المملكة في مجال الابتكار، حيث يحتضن أكثر من 300 شركة ناشئة، وقد خرّج 600 شركة خلال العامين الماضيين، ووفّر 7500 وظيفة، وحققت الشركات قيمة سوقية تجاوزت ملياري دولار.
دور المملكة عالميًّا
من جانبه، أوضح المشرف العام على هيئة البحث والتطوير والابتكار، محمد العتيبي، الدور المتنامي للمملكة عالميًّا، مؤكدًا أن استضافة المملكة لهذا الاجتماع تعكس التزامها ببناء بنية تحتية بحثية عالمية المستوى. كما أن رؤية 2030 تسعى إلى جذب المواهب وتعزيز البيئة التمكينية لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، ودعم مبادئ العلم المفتوح وأطر الذكاء الاصطناعي الأخلاقية. وأعرب الدكتور أليخاندرو آدم، رئيس مجلس أبحاث العلوم الطبيعية والهندسية في كندا ورئيس مجلس محافظي مجلس البحوث العالمي، عن تقديره للمملكة لاستضافتها هذا الاجتماع، والذي يمثل فرصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية. وأكد الإجماع الدولي على أن البحث والابتكار لهما دور حيوي في مواجهة التحديات العالمية، مما يعكس التزام المجلس العالمي بتحقيق التعاون المستدام.
الطاقة النظيفة
وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التركي “توبيتاك”، أورهان أيدين، أهمية التعاون الدولي بين أعضاء المجلس لمواجهة التحديات العالمية، مثل التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات. وأوضح أنه من خلال التعاون والعمل المشترك، يمكن تطوير حلول فعّالة للتحديات البيئية، مما يسهم في تشكيل مستقبل أفضل للبشرية وللكوكب عبر الابتكار والبحث عالي الجودة. وقد تضمن الافتتاح استعراضًا لقصص ملهمة للشباب والفتيات السعوديين، حيث أظهرت مخرجات منظومة البحث والتطوير والابتكار قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالميًّا. فقد طورت فجر الخليفي جهازًا هجينًا لتوليد الطاقة من الشمس والمطر، وابتكرت منال العسكري نظامًا متقدمًا لالتقاط الطاقة الشمسية والحرارية بكفاءة عالية.
العلماء السعوديون
واستعرض العلماء السعوديون تجربتهم في استثمار مخرجات البحوث التطبيقية لتأسيس شركات ناشئة في التقنيات العميقة، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويحقق مستهدفات الرؤية في تعزيز تنافسية المملكة عالميًّا. وقد نجح علي الحسن في إنشاء شركة لتطوير تقنية نانوية لعلاج الأمراض الوراثية بتكلفة أقل، بينما استعرضت هدى الخلف شركة “مامو ستيم” الناشئة التي تقدم حلولًا طبية متطورة باستخدام الخلايا الجذعية. كما شهدت أجندة الاجتماع العالمي مناقشات حول الأساليب المبتكرة لدعم البحث العلمي في ظل التحديات العالمية، قدمها مدير جامعة الأمم المتحدة، تشيليدزي ماروالا. وأبرز وليد الصنيع من “كاكست” أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير نظم البحث العلمي.
مقال مقترح: انطلق نحو المستقبل بلمسة زر لتجديد هويتك الوطنية عبر أبشر 1446
التعاون الإقليمي
ركزت الجلسات على مناقشة استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي في البحث العلمي وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار، وتمكين المجتمعات البحثية من خلال التقنية الحديثة. كما ناقشت مجموعات العمل قضايا ترتبط بالابتكار العلمي في الأمريكيتين، وآفاق التعاون البحثي في آسيا والمحيط الهادئ، وأولويات البحث في أوروبا، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. واختتمت الجلسات باستعراض المبادئ الرئيسة لإدارة البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي.
ممكن يعجبك: طيران ناس يبدأ أولى رحلاته إلى طهران لنقل الحجاج قبيل موسم الحج