
شهدت العاصمة الرياض جلسة حوارية متقدمة تحت عنوان “منتدى التمويل الحضري: رؤى من المؤسسات المالية”، حيث تم تخصيص هذه الجلسة لاستعراض الموضوعات المتعلقة بالتمويل والاستثمار. وقد شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك رؤساء الوفود، والأمناء، والعمداء، ورؤساء البلديات، بالإضافة إلى ممثلي مؤسسات التمويل الدولية وصناديق التنمية.
منتدى حوار المدن
بلغ إجمالي قيمة المشروعات المعروضة والمتوقعة للتمويل حوالي 6.2 مليارات ريال. وشهدت الجلسة مشاركة مؤسسات مرموقة، مثل البنك الأفريقي للتنمية، وصندوق الأمم المتحدة لسلامة الطرق، ومؤسسة التمويل الأفريقية. جاءت هذه الجلسة كجزء أساسي من “مسار العمل” في المنتدى، لتكون منصة حوارية مفتوحة بين المدن العربية والأوروبية والجهات المانحة، في إطار دعم جهود التنمية الحضرية وتحفيز الاستثمارات المستدامة.
مواضيع مشابهة: احجز رحلتك بسرعة.. عروض الطيران في اليوم الوطني 94 بخصومات هائلة
تسعى الجلسة إلى تقليص الفجوة بين احتياجات البلديات المتزايدة لتطوير البنية التحتية والخدمات الحضرية، وبين أدوات التمويل الدولية المتاحة. يتم ذلك من خلال ربط المشاريع المقترحة من المدن مباشرة مع جهات التمويل، مما يتيح فرصة تلقي التغذية الراجعة من الخبراء وصناع القرار.
تجارب مؤسسات التمويل
تم تقسيم أعمال الجلسة إلى مسارين رئيسيين. حيث خُصص مسار الحلول لاستعراض تجارب مؤسسات التمويل وآلياتها في تصميم شراكات استراتيجية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. بينما تم التركيز في مسار المشاريع على تقديم المدن لعروض تفصيلية لمبادرات حضرية قيد التنفيذ أو في مرحلة التخطيط، بهدف الحصول على تمويل مباشر أو الدخول في شراكات تنموية طويلة الأجل.
أدار الجلسات كل من الدكتور كايل فاريل، كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وكارين ماجواير، رئيس قسم التنمية الاقتصادية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
تعزيز البيئة الحضرية
وفي إطار تحقيق أهداف الجلسة، قدمت 8 مدن عربية وأوروبية مشاريعها التنموية أمام عدد من مؤسسات التمويل الدولية، مما أتاح فرصة للتواصل الفعال مع الجهات المانحة. وقد بلغ إجمالي قيمة المشاريع المعروضة والمتوقعة للتمويل حوالي 6.2 مليارات ريال.
استعرضت مدينة كيشيناو مشروع ترميم “مطحنة الحمراء”، الذي يهدف إلى إعادة إحياء المبنى الصناعي التراثي الوحيد في المدينة وتحويله إلى مركز إبداعي يدعم شبكة الفضاءات الثقافية. بينما طرحت مدينة جيبوتي مشروع “مدينة دون نفايات” لتحسين إدارة النفايات وتعزيز البيئة الحضرية من خلال مبادرات لإعادة التدوير والتوعية المجتمعية.
تحسين البنية البيئية
قدمت رام الله مشروع إنشاء محطة لفرز النفايات الصلبة، بهدف الحد من النقل وتحسين البنية البيئية. كما عرضت مدينة نيس الفرنسية مشروع تمديد خط الترام رقم 4 ضمن خطة متكاملة لتطوير شبكة النقل العام.
وفي نفس السياق، كشفت مدينة مدريد عن مشروعها الضخم “مدريد نويفو نورتي” الذي يهدف إلى تحويل مساحات صناعية إلى منطقة حضرية مستدامة متعددة الاستخدامات. أما مدينة الدمام فقد شاركت بمشروع لإعادة تأهيل شارعي 6 و8 في حي الشاطئ الشرقي، مع التركيز على تحسين البنية التحتية وسلامة المشاة والدراجات، مما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. كما قدمت مدينة أربيل مبادرة لتحويل المدينة إلى بيئة صديقة للدراجات عبر إنشاء بنية تحتية مخصصة وآمنة.
اقرأ كمان: وزير الاتصالات يناقش دعم الذكاء الاصطناعي مع الشركات الرائدة
شراكات تنموية مستدامة
عرضت مدينة نواكشوط مشروع صندوق إقليمي للتكيف المناخي، الذي يهدف إلى دعم مشاريع حضرية خضراء تعتمد على الطاقة الشمسية والزراعة الحضرية وتحسين وسائل النقل.
شكل هذا التفاعل المباشر بين المدن والمؤسسات التمويلية أحد أهم المخرجات العملية للمنتدى، حيث عكس قدرة المدن على طرح مبادرات نوعية قابلة للتنفيذ. بالإضافة إلى ذلك، فتح آفاق جديدة لبناء شراكات تنموية مستدامة تدعم مستقبل المدن وتتناسب مع المتغيرات المناخية والاقتصادية.