لامين جمال نجم برشلونة يتألق بثقة مراهق في عالم الرياضة

لامين جمال نجم برشلونة يتألق بثقة مراهق في عالم الرياضة

نشأ جمال في مكان يبعد أميالاً عن ملعب كامب نو، على الساحل الذي يربط بين مدينة جرانويرس، مسقط رأس والدته، ومدينة ماتارو، مسقط رأس والده.

ويحتفظ جمال بذكرى ثمينة من عام 2007، حينما تم التقاط صورة له وهو في أحضان النجم ليونيل ميسي، الذي كان يبلغ من العمر 20 عامًا حينها، خلال جلسة تصوير لبرشلونة مع اليونيسيف.

بعد مرور سبع سنوات، ظهر جمال، الذي كان في ذلك الوقت في الثانية عشرة من عمره، وهو يتدرب مع النادي الكتالوني، مما أثار اهتمام الصحافة الإسبانية، حيث بدأت صحيفة “ماركا” بمقارنته بميسي.

لتحسين مهاراته وتطوير موهبته، قرر برشلونة استقدام جمال للعيش في أكاديمية لا ماسيا، على الرغم من أن هذه الخطوة كانت مخالفة للبروتوكولات المتبعة، حيث كانت الأكاديمية تخصص غرفًا للاعبين من خارج كتالونيا، بينما توفر سيارات أجرة للاعبين المحليين.

بعد ثلاث سنوات من إقامته في لا ماسيا، خاض جمال أول مباراة له مع الفريق الأول ضد ريال بيتيس. ويشرح باو مورال، المدرب السابق للا ماسيا، قائلاً: “لامين، تم وضعه في لا ماسيا. لماذا؟ لأنه سيحظى بمتابعة المدربين”. ويضيف “الآن هو في الطريق الصحيح لأن برشلونة ساعده كثيرًا”.

شخصية جمال مختلفة عن ميسي

يقول بالاغو، خبير الكرة الإسبانية، إن جمال يتمتع بحس الفكاهة في غرف تبديل الملابس، ويعبر عن نفسه بشكل مختلف عن ميسي، الذي كان دائمًا حذرًا في تعاملاته مع المنافسين والزملاء والمدربين، ويتسم بالجدية.

بعد أن أصبح “البولغا” قائدًا في الفريق، بدأ في توجيه اللاعبين الجدد، وخاصة الأصغر سناً، حيث كان يحميهم ويشجعهم. وذكر بالاغو: “عندما جاء نيمار إلى برشلونة، وصلته رسالة من ميسي: أنت برازيلي، نعلم أنك تحب التعبير عن نفسك كثيرًا، لكن هناك أمور معينة عليك القيام بها هنا لتصبح لاعبًا مهمًا في برشلونة”.

بعد انفصال والديه، عاش لامين مع والده، الذي كان أقرب إلى صديق، مما منحه حرية كبيرة، لكنه ظل يكن احترامًا عميقًا لوالدته ويعتبرها قدوته في الأخلاق والفضيلة.

طفولة شبيهة برونالدو

تشترك قصة طفولة جمال وظروف حياته القاسية مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي عاش بدون أي مرشد في حياته، ولم يكن هناك من يقول له: “اذهب إلى الجامعة، توقف عن كذا أو اعمل كذا”. ورغم ذلك، كان رونالدو يؤمن بقدراته على الوصول إلى أعلى المستويات وأن يصبح الأفضل في العالم.

يصف بالاغو جمال بأنه “شجاع”، وهو ما تجلى في أول مؤتمر صحفي له قبل مباراة الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، التي انتهت بالتعادل 3-3 مع إنتر ميلان الإيطالي. حيث قال جمال ردًا على منتقدي احتفاله: “لقد تركت كل مخاوفي في حديقة البيت الخاص بي”.

وأوضح بالاغو: “لم أسمع شيئًا كهذا من قبل. إنه يُشبه إلى حد كبير سلوك رونالدو، حيث يفكر ويقول: أنا الأفضل، لذا لا توجد مشكلة. لكن جمال لا يزال طفلًا في كثير من الجوانب”.

وعندما انقطعت الكهرباء في إسبانيا الأسبوع الماضي، استغل جمال وغافي وفيرمين لوبيز الفرصة للتجول في مدينة برشلونة. وعندما اكتشف أمرهم، قال بالاغو: “هذا ما يفعله أحيانًا، دون أن يدرك تأثيره. لقد ذهب مؤخرًا إلى روكافوندا، حيث نشأ وعاش، لكنه أدرك أنه لن يستطيع العودة إليها بعد الآن. لقد أصبح أسطورة، خرج من تلك المنطقة ليغزو العالم”.