انطلاق فعالية اللوجستيات الطبية في التشخيص الطبي

انطلاق فعالية اللوجستيات الطبية في التشخيص الطبي

رصدت “اليوم” انطلاق النسخة الأولى من مؤتمر “اللوجستيات الطبية في التشخيص الطبي” الذي أقيم في جامعة جدة، تحت تنظيم الجمعية السعودية للطب المخبري بالتعاون مع مجموعة من الأكاديميين والباحثين والممارسين الصحيين. وقد شهد المؤتمر مشاركة أكثر من 300 مشارك من مختلف التخصصات الطبية.

دور اللوجستيات في القطاع الصحي

أكد رئيس الجمعية للطب المخبري، أ.د. زهير أوان، أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه اللوجستيات في القطاع الصحي، خاصة في مجال التشخيص. وأشار إلى أن هذا الجانب أصبح عنصراً أساسياً في تعزيز كفاءة الخدمات الطبية وتقديمها للمستفيدين بأعلى درجات الجودة والسرعة.

وقد تضمن برنامج المؤتمر أكثر من سبع ورش عمل متخصصة، من أبرزها ورش عن الذكاء الاصطناعي في المكتبات الطبية، وتحليل البيانات الحيوية، وأدوات ما وراء “الأومكس” (multi-omics). كما شمل البرنامج ست محاضرات علمية ناقشت أحدث التطورات في الطب المخبري والتشخيص الدقيق، بالإضافة إلى حلقة نقاش تفاعلية جمعت الطلاب بالمختصين ورواد المجال الصحي لمناقشة مستقبل التشخيص الطبي من منظور لوجستي.

واستعرض المؤتمر أكثر من 30 ملصقًا علميًا، تم قبولها من قبل اللجنة العلمية، وتخضع حاليًا للتقييم لاختيار أفضل عشرة ملصقات، سيتم تكريم أصحابها بجوائز تشجيعية.

الجمعية السعودية للطب المخبري

في هذا السياق، أوضح د. أوان أن الجمعية السعودية للطب المخبري، التي تأسست عام 2001، تسعى باستمرار لتمكين الكوادر الصحية، خصوصًا المتخصصين في المختبرات الطبية، من خلال توفير برامج تدريبية وورش عمل ومؤتمرات دولية تهدف جميعها إلى نقل أفضل الممارسات العالمية إلى البيئة المحلية.

وأضاف: “لقد شهدت السنوات الثلاث الماضية حراكًا كبيرًا في الجمعية، من خلال نشر أبحاث علمية وتنفيذ برامج تعليم طبي مستمر، وإطلاق مبادرات لتطوير الكوادر الصحية على كافة المستويات.” وأشار أوان إلى أن اللوجستيات الصحية لم تعد تقتصر على الإمداد الدوائي أو التنقل بين المنشآت الطبية، بل أصبحت تشمل تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والطائرات بدون طيار، وأدوات التتبع الذكي، مما يسهم في تسريع إجراءات التشخيص وتوصيل الأدوات الطبية للمحتاجين في الوقت المناسب.

أهمية التشخيص في إنقاذ الحياة

وفي هذا السياق، لفت د. أوان إلى أن تأخير التشخيص قد يُفقد حياة مريض. وأكد أن “حل الإشكاليات اللوجستية وسد الفجوات في سلاسل الإمداد الطبية هو جزء لا يتجزأ من جودة التشخيص والعلاج.” وأضاف: “حتى التشخيص الجيني والتحاليل الدقيقة يمكن أن تُجرى اليوم عن بُعد، حيث تُرسل العينات من المنازل إلى المختبرات عبر وسائل نقل ذكية، وتُعاد النتائج إلكترونيًا للمريض والطبيب في زمن قياسي.”

مشاريع طبية طلابية

تميزت الفعالية بحضور طلابي لافت، وكان من بين المشاركين البارزين الطالبة أبرار بخش، سفيرة جامعة جدة وطالبة في كلية العلوم الطبية التطبيقية، التي أعربت عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث العلمي الكبير.

قدّمت “بخش” بوسترين بحثيين، الأول لمشروع تطبيقي تحت عنوان “الدليل الذكي للبحث العلمي – SRG”، وهو منصة ذكية تساعد الطلاب على إعداد أبحاثهم العلمية بشكل مبتكر وأصيل، عبر توفير أدوات تنظيمية ومعرفية تسهم في رفع جودة الإنتاج البحثي الجامعي. أما المشروع الثاني، فكان بعنوان “الاستجابة الطارئة باستخدام الطائرات بدون طيار لنقل أجهزة AED”، والذي يقترح استخدام الدرونز والسيارات الذاتية لنقل أجهزة إنعاش القلب الآلي بسرعة عالية إلى مواقع المصابين بالسكتات القلبية، في خطوة تهدف إلى تقليص زمن الاستجابة وزيادة فرص إنقاذ الأرواح.

وفي تصريحها، قالت بخش: “سعيدة جدًا أن أشارك في هذا الحدث النوعي، الذي يجمع بين الابتكار والتخصص، وأشعر بالفخر أن جامعتي، جامعة جدة، تتبنى توجهات رائدة في مجال اللوجستيات، وهو ما ينسجم مع رؤية الجامعة المستقبلية لتطوير المنظومة التعليمية والصحية معًا.”